انقلاب أمريكي على حفتر.. تحرك مفاجيء لترامب في طرابلس.. وخبراء: روسيا تسعى لتدشين قاعدة عسكرية.. وواشنطن تخشى على شركاتها النفطية

لو أردت أن تعرف أسباب ودوافع قرارات ترامب، عليك أن تفتش عن التحركات الروسية، خاصة فيما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط، بدا هذا جليًا في التغير المفاجيء في موقف الولايات المتحدة من الصراع في ليبيا، فبعد مباركة ترامب لحملة اللواء خليفة حفتر على طرابلس، نادى فجأة بوضع حد لهذه الحملة.

السبب في تصاعد الموقف الأمريكي تجاه ليبيا، هو التدخل العسكري الروسي المباشر على الأراضي الليبية، وذلك وفقًا لمعلومات حصلت عليها الولايات المتحدة، تتعلق بـ عملية عسكرية نفذها جنود روس مع جنود تابعون لقوات حفتر في منطقة السبيعة بجنوب طرابلس، وعثر خلالها على أغراض لمقاتلين روس.

وبعدها اعترف المسماري لأول مرة بوجود طاقم فني روسي أو طاقمين لدعم قواته في مجال سلاحي الدبابات والمدفعية.

وأضاف أن معظم الأسلحة التي تستخدمها تلك القوات هي أسلحة روسية.

جاء ذلك خلال إعلانه أن قوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر فرضت منطقة حظر جوي فوق العاصمة الليبية طرابلس باستثناء مطار معيتيقة شرقي المدينة، وأقرت بوجود دعم روسي في سلاحي الدبابات والمدفعية

وقال اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم قوات حفتر مساء السبت إن هذا الحظر يمتد من منطقة المايا غرب طرابلس إلى منطقة القره بوللي شرقا، ومن مدينة ترهونة إلى مدينة غريان جنوبا.

ولا يعلم حتى الآن لماذا صمتت الولايات المتحدة طوال فترة عامين ترددت فيها أنباء عن ع وجود عسكريين روس يُقاتلون إلى جانب قوات اللواء حفتر، فعلى الرغم من أن الأنباء أكدت أن الوجود الروسي كان يقتصر على المساعدة وتقديم المشورة فقط، إلا أن معلومات أخرى أكدت أن نحو 200 مقاتل تتبع شركة روسية خاصة وصلوا إلى ليبيا في سبتمبر الماضي، واتجهوا إلى قاعدة الجفرة في وسط البلد، فيما أرسل بعضهم إلى جنوب طرابلس حيث تعرضوا للقصف، وتركوا بعض أغراضهم هناك.

بتعبير آخر، قد يشكل الكشف عن تعاظم الدعم الروسي للواء حفتر، نقطة تحوّل في الدور الذي تلعبه أمريكا في ليبيا، والذي اتسم بالمراقبة عن بعد، منذ مقتل السفير الأمريكي الأسبق كريستوفر ستيفنس في المجمع الدبلوماسي بمدينة بنغازي العام 2012.

ودعت الولايات المتحدة قوات حفتر لإنهاء هجومها على طرابلس، الذي من شأنه تسهيل مزيد من التعاون الليبي الأمريكي لمنع التدخل الأجنبي غير المبرر، وتعزيز السلطة الشرعية للبلاد، ومعالجة القضايا الرئيسية للصراع، الأمر الذي يثير الدهشة من موقفها منذ شهور، حيث سبق لترامب أن أثنى على اللواء حفتر بعد مكالمة هاتفية دارت بينهما، وأشاد فيها، بدور حفتر في "محاربة الإرهاب، وتأمين الموارد النفطية الليبية.

وذكرت وكالة بلومبيرج في وقت سابق من العام، أن الدعم الروسي لم يتوقف على القوات البرية فقط، مشيرة إلى أن هناك 25 طيارًا وطواقم دعم، يقاتلون بجانب 1400 جندي روسي شاركوا في القتال المباشر وإدارة المدفعية.

وأوضحت على لسان مصادر عسكرية أن الطيارين الروس كانوا مكلفين بتنفيذ طلعات جوية بطائرات سوخوي 22 تم إعادة تأهيلها تابعة لحفتر"، بحسب الوكالة.

المواجهة التي باتت علنية على بلد بأهمية ومكانة ليبيا، تثير قلق الولايات المتحدة من أن تصبح بفضل إمكانياتها الاقتصادية وموقعها الاستراتيجي، وقد تمثل انطلاقة لروسيا للتوسع بشكل يهدد مصالح الولايات المتحدة وحلفائها في أوروبا.

هنا يبرز جدية القلق الأمريكي، وأنه ليس نابعًا عن موقف متهور لترامب، وإنما يمثل وجهة نظر دوائر صناعة القرار الأمريكية من التواجد الروسي في ليبيا، الأمر الذي بطرد الشركات الأمريكية النفطية من أجل إحلال الشركات النفطية الروسية، وذلك بالطبع ما حدث في العراق.

من جانبه قال عماد بادي الخبير الليبي في مبادرة "التغيير السلمي بشمال أفريقيا"، قال إن واشنطن اضطرت إلى إعلان موقفها أخيرًا من الحرب الدائرة في ليبيا بعد أشهر من التردد، بسبب تنامي الوجود الروسي في ليبيا.

وفي ذات السياق، أكد عادل عبد الكافي الخبير العسكري الليبي، على رغبة روسيا في التواجد بقوة داخل حوض البحر المتوسط، لذلك تمثل ليبيا فرصة ذهبية لها.

وأوضح أن أهم سبب للتواجد الروسي في ليبيا، هو الطموح الروسي لتدشين قاعدة عسكرية على أراضيها، القريبة من أوروبا، مشيرًا إلى أن اللواء حفتر بالفعل وعدهم بذلك مده باحتياجاته العسكرية سواء كقطع غيار لبعض الطائرات التي يسيطر عليها أو تزويده بأسلحة وذخيرة واستشارات عسكرية.

وأضاف عبد الكافي، أن روسيا تريد أيضًا أن تحافظ على السوق الليبي الذي يمثل لها كنزًا من خلال بيع أسلحتها فيه، لافتًا إلى أن الجيش الليبي كان بالفعل يشتري السلاح الروسي، وموسكو كانت الممول الرئيسي لليبيا بالسلاح، مضيفًا أن بسبب جميع هذه الأسباب ترغب روسيا في أن لها دور في الأزمة الليبية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً