"الموت" هذا هو اسم المحطة التى يتوقف عندها قطار الحياة، وذا ما حدث اليوم حيث توقف القطار معلنًا رحيل الدكتور حسين كامل بهاء الدين وزير التربية والتعليم الأسبق والرئيس الفخري للجمعية الدولية لطب الأطفال بالمناطق الحارة، عن عمر 80 عامًا، عقب صراع طويل مع المرض.
لمن لا يعرفه، هو شخصية استطاعت أن تجمع بين قوتين أحدهما التفوق المهني وثانيهما التألق السياسي إلي جانب التميز الوظيفي، جاءت بدايته من كلية الطب جامعة القاهرة عندما فتحت له مهنته أبواب العمل العام والنشاط السياسى للشباب، ويتردد أن اكتشافه سياسيًا قد بدأ من النبوغ الطبى فعندما عالج أطفال «المشير عامر».
وفي منتصف الستينيات، تعرض لحادث سير مروع، يبدو أنه كان مدبرًا، وكُتبت له الحياة رغم بشاعة الحادث وضراوته، فى وقتٍ كان الصراع الخفى فيه محتدمًا بين مراكز القوى على الساحة السياسية، وكان على قائد التنظيم الشبابى أن يدفع ضريبة الولاء للتنظيم الطليعى وقياداته المختلفة، والعجيب أن وحيده «د. خالد حسين كامل بهاء الدين» قد تعرض لحادثٍ مماثل ولكن لأسباب قدرية بحتة وهو فى عمر والده تقريبًا عندما وقع الحادث الأول.
ولقد تميَّز الدكتور «حسين كامل بهاء الدين» دائمًا باحترام العلم وإعلاء كلمة العقل ولايزال كتابه «الأسلوب العلمى فى العمل السياسى» الذى صدر فى منتصف الستينيات من القرن العشرين مرجعًا يجرى الاسترشاد به والإفادة منه.
ولقد سطع نجم الرجل فى عصر الرئيس «عبدالناصر» سياسيًا، وفى عصر الرئيس «السادات» مهنيًا، وفى عصر الرئيس «مبارك» وزاريًا، ولكنه ظل فى العهود الثلاثة وطنيًا مخلصًا وإنسانًا راقيًا يخدم الفقراء والمستضعفين قبل أن يعالج الأغنياء والقادرين،
كما تصدي لمافيا الدروس الخصوصية فى سلسلة طويلة من المواجهات الحاسمة دفع فيها ثمنًا غاليًا من صحته وربما من شعبيته أيضًا، إلا أنه كان يتعامل مع «المصلحة العليا للوطن» دون أى اعتبارٍ آخر.
وفي الفترة من عام 1991 حتي 2004 تولي منصب وزير التربية والتعليم، ليكون بذلك أكثر وزير استمر في التربية والتعليم لمدة ١٣ عاما متصلة، كما استطاع تحقيق العديد من الإنجازات خلال توليه منصبه الوزاري بإنشاء مراكز العلوم الاستكشافية، وإنشاء المدينة التعليمية بالسادس من أكتوبر، والتوسع في بناء المدارس، وإدخال نظم التكنولوجيا في التعليم.
ويذكر أن حسين كامل هو من ألغئ الصف السادس الابتدائي ليحسم الأمر ببيان وزارة التربية والتعليم الذي اعلنت فيه الانتهاء من الترتيبات لعودة الصف السادس الابتدائي، حتى عاد مؤخرًا مرة أخري.
كما استطاع بهاء الدين تحقيق العديد من الإنجازات خلال توليه منصبه الوزاري بإنشاء مراكز العلوم الاستكشافية، وإنشاء المدينة التعليمية بالسادس من أكتوبر، والتوسع في بناء المدارس، وإدخال نظم التكنولوجيا في التعليم.
وخلال فترة توليه وزارة التربية والتعليم كانت أشهر قراراته تجريم الضرب بالمدارس، كما أنشأ نظام تحسين الثانوية العامة، والذي تم إلغائه فيما بعد.
وقام بهاء الدين بإنشاء أول شبكة "فيديو كونفرانس" دولية طبية وأول نظام للتعليم الإلكتروني فى مجال الطب فى مستشفى الأطفال بكلية الطب، كما أنشأ أول مركز تعليمى وتدريبي لتنمية الطفولة المبكرة وأكبر مدينة تعليمية وتدريبية في العالم الثالث.
وشغل حسين كامل بهاء الدين منصب وزير التربية والتعليم لأطول فترة متصلة في تاريخ الوزارة، وذلك منذ عام 1991 وحتى عام 2004، ليكون بذلك أكثر وزير استمر في التربية والتعليم لمدة 14 عاما متصلة، وهو حاصل على بكالوريوس الطلب في عام 1954، والدكتوراه في طب الأطفال عام 1959 من جامعة القاهرة.
كما تولى منصب أمين منظمة الشباب المصرية عام 1965، وأستاذ طب الاطفال بجامعة القاهرة، بالإضافة لشغله منصب رئيس الجمعية المصرية لطب الأطفال منذ عام 1989.
وانتخب عام 2008 رئيسا فخريا للجمعية الدولية لطب أطفال المناطق الحارة مدى الحياة، كما عين عضوا بالمعهد الدولى للطفل بأنقرة عام 2009، بالإضافة لإنتخابه رئيسا شرفيا لاتحاد جمعيات طب الأطفال لدول البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط عام 2009.
وقد حصل علي عدة جوائزوأهمها:
جائزة دوجراماتشى ( لرواد التعليم لطبى من الاتحاد الدوليلطب الأطفال عام 1995.
الدكتوراه الفخرية فى العلوم من جامعة جلاسجو بالمملكة المتحدة يونيو 1997
الدكتوراه الفخرية فى الآداب من جامعة إيست أنجيليا البريطانية يوليو 1997.
الدكتوراه الفخرية من جامعة هاشيتيبى التركية عام 1997.
درع اليونيسيف اليوبيل الذهبي للمنظمة عام 1997.
الدكتوراه الفخرية من جامعة سانت أولاف بالولايات المتحدة الأمريكي عام 1999.
ميدالية المهاتما عام 1999من منظمة اليونسكو.
جائزة التقدير الدولية لمساهماته البارزة فى خدمات الأطفال من الروتارى الدولي1999.
جائزة رواد العالم فى طب الأطفال من الجمعية الدولية لطب اطفال المناطق الحارة 1999
الأستاذية الفخرية من جامعة بكين عام 2000