تستضيف العاصمة البريطانية لندن، اليوم، قمة الناتو بمشاركة دول الأعضاء المنضوية فيه، والتي تمتد ليومين، حيث سيتم التطرق إلى المواضيع المشتركة والاتفاق على آلية تحسين جاهزية قوات التحالف القتالية.
وبهذا الخصوص، أشارت صحيفة "التايمز" البريطانية، في افتتاحيتها إلى أن اقتراح رئيسة الوزراء البريطانية السابقة تريزا ماي كان أن يأتي زعماء حلف شمال الأطلسي "الناتو" إلى بريطانيا للاحتفال بمرور 70 عاما على تأسيسه".
وبيّنت الصحيفة أن "تصوّر ماي للأمر كان أن انعقاد القمة بعيد ما كانت تعتقد أنه خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، سيدعم صورة بلادها كلاعب دولي".
وأوضحت الصحيفة: "في أقل من عام من هذا الاقتراح، كانت ماي قد غادرت منصبها، وما زال خروج بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي معلقا، وتحوّلت القمة المقترحة إلى اجتماع مدته ثلاث ساعات، أي بمعدل كلمة مدّتها ست دقائق لكل زعيم من زعماء الناتو الـ29".
وذكرت أنّ "رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون تجنب إجراء محادثات ثنائيّة مع أي زعيم من زعماء الحلف، حتى يتجنب اللقاء بصورة منفردة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وسط حملة انتخابية في بريطانيا".
وأشارت إلى أن "القمة التي كانت تهدف إلى إبراز التزام بريطانيا بالزعامة الدولية، توشك أن تصبح رمزا لتضاؤل مكانتها". ورأت أنّ "الحسابات السياسية لجونسون ليست السبب الوحيد لتراجع القمة وتحولها إلى مجرد اجتماع، فالسبب الهام الآخر هو التشتت والتشرذم الذي يشهده الحلف".
ونوهت الصحيفة إلى أن "بعض المحلّلين أطلقوا على الاجتماع اسم "اجتماع الرؤساء الثلاثة"، في إشارة إلى الاستراتيجيّات المتباينة تمامًا لترامب والرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون"، لافتةً إلى أنّ "قمة كاملة ستعني اتخاذ قرارات وإصدار بيان للقمة"، مشدّدةً على أنّ "الخلافات بين بعض قادة الحلف عميقة للغاية، حتّى أنّ محاولة اتخاذ قرار أو إصدار بيان مشترك قد تنذر بتعميق تلك الخلافات".
وشدّدت على أنّه "كلّما قلّ الوقت الّذي يمضيه زعماء الحلف مع بعضهم بعضا، كلّما قلّت فرص المهاترات الهدامة الّتي قد تزعزع التعاون في الحلف بصورة أكبر وتزيد الخصومة بين أعضائه".