يومًا تلو الآخر يُسطر ذوي الاحتياجات الخاصة نجاحات في شتى مناحي الحياة، متحدين في هذا أي عوائق أو صعوبات قد تقف حجر عثرة أمام تحقيقهم هذه البطولات، ودائمًا هناك بطل واحد وراء النجاحات المتعددة، هذا البطل هو "الأم" التي تتحدى الصعاب وتدفع بنجلها إلى إدراك ما لا يُدرك مُتسلحة بعزيمة وقوة عجز الكثيرون عن المجيء بمثلها.
وفي هذا التقرير نرصد نماذج مميزة لأمهات مكافحات أوقفن حياتهن على رعاية أبنائهن من ذوي الاحتياجات الخاصة بمحافظة الغربية.
صفحات من كفاح أمهات ذوي الاحتياجات الخاصة
وقال "يوسف مسعد" لـ"أهل مصر": "ولدت سليم جسمانيا ومشيت وسنى 7 أشهر، لكني أصبت بسخونة شديدة، ومن هنا بدأت رحلة العلاج حيث أجريت جراحات استعدال للساقين وفى الحوض وأيضًا فى العمود الفقرى فى مستشفيات طنطا والقاهرة المختلفة، حيث وصل عدد العمليات تقريبًا 17 عملية جراحية، آخرها في 1991 وهى خلع مسمار تم وضعه قبل ذلك لاستعدال العمود الفقري، وكان لأمى أكبر فضل حيث رافقتني طول رحلة علاجي وتعليمى".
وتابع: "أما عن رحلة التعليم فكانت متوازية مع العمليات وتبدأ عندما بلغت سن التعليم الابتدائى وذهبت الوالدة لتقديم أوراقي في المدرسة المجاورة لمنزل العائلة ولكن ناظر المدرسة رفض بسبب إعاقتي ووجه أمى لمدرسة خاصة ولكنها بعيدة عن المنزل، وفعلا ذهبت لتقديم الأوراق وعندما علمت مديرة المدرسه الحالة وسبب تقديم أوراقي، أخبرتني أنه من حقى الالتحاق بأقرب مدرسة للمنزل وأن كلام الناظر خطأ وفعلا عادت أمى وصممت هذه المرة على تقديم الأوراق وهددت الناظر بأنها ستلجأ لمن هو أعلى منه ومع الضغط قبل أوراقى".
اقرأ أيضًا.. "شئون الإعاقة": من حق ذوي الاحتياجات الخاصة مقاضاة المسئولين بسبب أرصفة الشوارع.. فيديو
صفحات من كفاح أمهات ذوي الاحتياجات الخاصة
وتابع: "كانت أمى تحملنى ذهابا وإيابا، حيث كنت غير قادر على المشي تماما وأتممت الابتدائية بتفوق على أغلب أقرانى الأصحاء وانتقلت للمرحلة الإعدادية، واستمريت على نفس المنوال، وكان نفس المنوال، فكانت امى توصلنى ذهابا وعوده حتى بعد استخدامى كرسى متحرك، فكنت من المتفوقين ووصل طموحي إلى ان اكون طبيبا، حتى اساعد فى تخفيف ما يعانيه المرضى كما عانيت منذ طفولتى، ولكن اصدمت احلامى مع كلام وأوامر مدير المدرسة الثانوية، حيث اخبرنى بأنى لن استطيع الاستمرار فى العلمي، ولابد ان اغير مساري إلى أدبي، ورضخت لكلامه على مضض واعتبرته كلامه صحيح وتفوقت كالعاده، وفى اجازة الصف الثانى الثانوى وكنت استعد لدخول امتحانات الثانوية، لكن الطبيب المعالج أمر بجراحة عاجلة لاستعدال العمود الفقري".
وأضاف "مسعد": "استمريت فى الجبس حتى دخلت الامتحانات محمول بالجبس، وكانت أمى هى البطلة كالعادة وحصلت على مجموع، والتحقت بالمعهد التجارى بطنطا ليكون السبيل لدخول كلية التجارة وكانت طيلة عامين تحملنى أمى على أعناقها كالعادة فى المواصلات ذهابا وإيابا لطنطا وبعد نهاية السنتين ونجاحى، قررت والتوقف عند هذه المرحلة مؤقتا رحمة بأمى التى عانت معى طوال سنين فى التعليم".
أقرأ أيضًا.. "بالعزف والإنشاد الديني" محمود يتحدى إعاقته مقبلًا على النجاح: أنا أستطيع
كفاح أمهات ذوي الاحتياجات الخاصة
وبدأت الرحلة العملية حيث التحقت بشركة قطاع عام بالمحلة وبدأت مرحلة جديدة ومع كل هذا كنت ألاحظ الإهمال من جانب الدولة لهذه الفئه بل وأيضا المجتمع الذي ينظر للمعاق على أنه عاله عليه، وبدأت فى الكتابه لبعض الصحف المحلية، ومن هنا بدأت أطالب بحقوق ذوي الإعاقة حيث أنشأت أول قناة على الانترنت تخص ذوى الإعاقة فى الشرق الأوسط، فى عام 2010.
وأضاف "مسعد": "أنشأت وصديقى رامز عباس قناة صوتنا الإلكترونية والتى كانت تهتم بإظهار حال ذوى الإعاقة ونقل المؤتمرات الخاصة بهم حتى عام 2011 وأسسنا الجبهة الوطنية لمتحدي الإعاقة ومصابى الثورة وقابلنا وقتها الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء المصرى وطلبت منه إنشاء المجلس الأعلى لذوى الإعاقة وإصدار قانون يخص هذه الفئة الكبيرة وأسنده إلينا، وسعيت لإصدار مشروع القانون إنشاء المجلس القومى لذوى الإعاقة".
وقال: "قررت مواصلة رحلة التعليم ولأن الإعلام أصبح يمتلك أفكارى فقد التحقت بكلية الإعلام جامعة القاهرة حتى ادعم الموهبة بالدراسة وفى هذه الفترة توقفت أعمال القناة لانشغالي في الدراسه وحياتى العملية وفى 2017 حصلت على بكالوريوس إعلام بتقدير جيد وبدأت أنشاء قناة صوتنا الالكترونية بإصدارها الجديد وتحمل فيها مفاهيم أشمل للدفاع عن المهمشين ككل وذوى الإعاقة وتوعيتهم ونشر أخبارهم وطلباتهم فقد عملت فى القناة غير المؤسس كنت مذيع ومدرب فريق جديد فى المحلة الكبرى والقاهرة وأيضا مونتاج وإخراج فلقد تعلمت الكثير، أريد أن أنقله للغير ليستفيد منه وحاليا القناة تعمل بشكل معقول وأتمنى لها أن تصبح أكبر قناة سواء إلكترونيا أو فضائيا والقناة تشمل على صفحة على الفيس بوك باسم قناة صوتنا الإلكترونية".
وأضاف: "يجب على الحكومة تنفيذ القانون، فهذا القانون يخدم 15 مليون تقريبا فيجب على الوزارات العمل والتنسيق فيما بينها حتى يخرج القانون لحيز التنفيذ ويعمل به على أرض الواقع وكفانا شعارات والكثير من ذوى الإعاقة لا يستفاد منها إلا التشهير، "رامب" فى رصيف الشارع لا يكلف شئ ولكنه يحمى مواطن مصرى نفسيا وجسديا، فعلى المجتمع أن يدرك أن المعاق إنسان مثله تماما لا تحتقره ولا تقلل منه فمنهم أطباء ومهندسون ومبدعون فى كل المجالات".
بدوره أكد "رامز عباس"، الشهير بالأصم الناطق، أنهم لا يحصلون على خدمات كافية، تمكنهم من الشعور آدميتهم بالمجتمع.
وتابع "عباس" لـ"أهل مصر": "مازال الأشخاص ذوو الإعاقة يطالبون بتنفيذ قانون 10 من أجل الحصول على الخدمات الأساسية فيه ولكنهم يفشلون في الوصول لصناع القرار، كما إن الخدمات والتعليم المدمج والسيارات وفرص العمل باتت ضرورية جدا ولا تدخل تحت بند الخدمات الفخمة أو المرفهة"، مطالبا الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتدخل.