في مثل هذا اليوم منذ 17 عامًا، سهر آلالاف المصريين على المقاهي حتى الفجر لمشاهدة ثالث مباريات مصر في كأس القارات 1999 بالمكسيك، والتي كانت أمام المنتخب السعودي، وكانت مصر قد جمعت نقطتين من تعادلين في أول مباراتين فيما كانت السعودية تمتلك نقطة واحدة فقط، وهو ما كان يعني أن مصر كانت تمتلك فرصتين لبلوغ الدور نصف النهائي وهما الفوز بأي نتيجة أو التعادل بشرط ألا تفوز بوليفيا التي كانت تمتلك نفس رصيد مصر من النقاط على المكسيك في المباراة الأخرى من المجموعة.
ودخل المصريون المباراة بآمالٍ كبيرة خصوصًا بعد عرضهم القوي أمام المكسيك وفرض التعادل على أصحاب الأرض قبل يومين، واحتفظ محمود الجوهري بنفس التشكيلة التي بدأ بها مباراة المكسيك باستثناء الدفع باللاعب ياسر_ريان بدلًا من ياسر_رضوان الموقوف لطرده في مباراة المكسيك.
وضمت التشكيلة المصرية الأسماء التالية: عصام الحضري، إبراهيم حسن، هاني رمزي، سمير كمونة، مدحت عبد الهادي، عبد الظاهر السقا، محمد يوسف، عبد الستار صبري، ياسر ريان، أحمد حسن وحازم إمام.
ولم تمض على بداية المباراة سوى 8 دقائق فقط حتى منح المهاجم مرزوق_العتيبي منتخب بلاده السعودية هدف السبق عقب تلقيه تمريرة عرضية أرضية من الجهة اليمنى من زميله إبراهيم_السويد استلمها وسط المدافعين دون رقابة في مواجهة الحارس عصام_الحضري فسدد الكرة ارتطمت بالقائم الأيسر لمرمى مصر وارتدت له مرة أخرى ليودعها الشباك رغم محاولة مدحت_عبد_الهادي انقاذ الموقف.
وقبل أن تمر نصف ساعة من عمر المباراة قام الحكم بطرد عبد_الستار_صبري لتعديه بالضرب على لاعب سعودي بدون كرة لتكمل مصر المباراة بعشرة لاعبين، وزاد الموقف تعقيدًا في الدقيقة 34 بعدما أضاف مرزوق العتيبي الهدف الثاني للسعودية من تمريرة عرضية أرضية مررها له نواف_التمياط من الجهة اليسرى حولها العتيبي بيسراه في الشباك من لمسة واحدة.
ولم تمر سوى دقائق فقط حتى تلقى حازم_إمام الانذار الثاني له في المباراة ليتم طرده هو الآخر وتكمل مصر المباراة بتسعة لاعبين فقط فقام الجوهري بإجراء تبديل بالدفع بالمهاجم عبد_الحميد_بسيوني بدلًا من عبد_الظاهر_السقا في الدقيقة 43 خاصة مع طرد أخطر لاعبين لديه في التشكيلة، وينتهي الشوط الأول بتقدم السعودية بهدفين نظيفين.
وكان من الطبيعي مع بداية الشوط الثاني أن يكون المنتخب السعودي هو الطرف الأخطر على المرمى خاصة مع الزيادة العددية مقارنةً بنظيره المصري الذي قام مدربه الجوهري باجراء ثاني تبديل له بإشراك خالد_بيبو بدلًا من أحمد_حسن في محاولة منه لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، إلا أن النتيجة اتسعت مع إضافة إبراهيم_السويد هدف السعودية الثالث في الدقيقة 64، وهو الهدف الذي أعقبه بدقيقة واحدة فقط التبديل الثالث في صفوف مصر باشراك وليد_صلاح_الدين بدلًا من ياسر_ريان.
وأثمر هذا التغيير سريعًا حيث تسبب وليد صلاح الدين في ركلة جزاء لصالح مصر نفذها سمير_كمونة بنجاح مسجلًا هدف مصر الوحيد في الدقيقة 70 قبل أن يتعرض كمونة نفسه للطرد ويسجل العتيبي الهدفين الرابع والخامس للسعودية في الدقيقتين 78 و85، لتنتهي المباراة بفوز كبير للسعودية بخمسة أهداف مقابل هدف واحد لمصر التي ودعت البطولة في صدمة كبيرة للشارع المصري توالت تبعاتها بحل اتحاد الكرة المصري وإقالة الجوهري.