وعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا .. هل المتكبرين في الأرض ليسوا عبادا للرحمن ؟

يقول المولى سبحانه وتعالى في سورة الفرقان : وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ،من هم عباد الرحمن الذين تشير لهم الآية ؟ وهل المتكبرين في الأرض ليسوا عبادا للرحمن ؟ وما معنى هونا المشار لها في هذه الآية؟ وما هو السلام ؟ قال جمهور من مفسري القرآن الكريم في تفسير هذه الآية ومنهم عبدالله بن عبده نعمان العواضي إن المقصود بعباد الرحمن في الآية الكريمة هم المؤمنين الذين يعتبرون أنفسهم عبادا لله وحده لا شريك له، فالآية هنا تتكلم عن وصف المؤمنين لأنفسهم وليس وصف الله سبحانه وتعالى لهم، فعند الله سبحانه وتعالى فإن المؤمنين والكفار هم جميعا عباد لله وعباد للرحمن، ولكن المؤمن فقط هو من يعتبر نفسه عبدا للرحمن وعبدا لله سبحانه وتعالى بينما ينكر الكافر هذه العبودية.

اقرأ ايضا .. حديث الظعينة وسفر النساء بدون محرم .. هل حان الوقت لتحديث الفقه ؟

أما قوله تعالى: " هَوْنًا "، فالهون مصدر الهين، وهو من السكينة والوقار، وفي قوله تعالى، والمعنى: أنهم يمشون على الأرض هوناً يعني: متواضعين ليسوا متكبرين، وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا، المعنى: قالوا كلاماً طيباً، لا يردون على الجاهل كلاماً قبيحاً لا، بل يردون عليه كلاماً طيباً، إذا خاطبهم الجاهل بكلام لا يناسب ردوا عليه بكلام طيب، هداك الله، بارك الله فيك، أصلحك الله، وقال عبد الله بن المبارك ، عن معمر ، عن يحيى بن المختار ، عن الحسن البصري في قوله : ( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا ) قال : إن المؤمنين قوم ذلل ، ذلت منهم - والله - الأسماع والأبصار والجوارح ، حتى تحسبهم مرضى وما بالقوم من مرض ، وإنهم لأصحاء ، ولكنهم دخلهم من الخوف ما لم يدخل غيرهم ، ومنعهم من الدنيا علمهم بالآخرة ، فقالوا : الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن . أما والله ما أحزنهم حزن الناس ، ولا تعاظم في نفوسهم شيء طلبوا به الجنة ، أبكاهم الخوف من النار ، وإنه من لم يتعز بعزاء الله تقطع نفسه على الدنيا حسرات ، ومن لم ير لله نعمة إلا في مطعم أو في مشرب ، فقد قل علمه وحضر عذابه .

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً