التقى أعضاء اللجنة الدولية للإخوة الإنسانية، مساء الأربعاء، بالسيد أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، وذلك بالمقر الرئيسي للمنظمة بنيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث عقدت اللجنة اجتماعها الرابع بحضور الأمين العام للأمم المتحدة.
اللجنة الدولية للإخوة الإنسانية
اقرأ أيضًا.. مدبولي في مجلس المحافظين: إعداد الخريطة الاستثمارية للمحاجر والملاحات
وخلال اللقاء استعرض الأعضاء الجهود التي تقوم بها اللجنة الدولية للإخوة الإنسانية، والمبادرات التي تبنتها وتعمل على تنفيذها في المرحلة المقبلة، وعالمية الرسالة التي تسعى اللجنة لتحقيقها بسبب تركيزها على الإنسان، وعدم اقتصارها على حوار الأديان والحضارات، مؤكدين أن الهدف الرئيسي للجنة هو توفير بيئة صحية تسمح للجميع بالعيش سويا كأسرة واحدة وتنحية الأيدولوجيات والعمل على إبراز الإيجابيات المشتركة بين الأديان، كما تم استعراض التصور المقترح لبيت العائلة الإبراهمية في العاصمة الإماراتية أبو ظبي بهدف تشجيع الحوار بين أتباع الأديان والثقافات.
وخلال الاجتماع، أكد أعضاء اللجنة على أهمية تحويل الوثيقة إلى منهج علمي عالمي، يتم تدريسه لكافة الطلاب حول العالم في المراحل التعليمية المختلفة، وإتاحة الوثيقة للبحث العلمي في مرحلة الدراسات العليا بالجامعات والمراكز البحثية بمختلف اللغات، مؤكدين أن تواجد اللجنة اليوم بالأمم المتحدة سوف يفتح مجالات للعمل سويا في المستقبل القريب، خاصة فيما يتعلق بالتعاون مع مؤسسة اليونسكو في مجالات تعليم وتدريب الطلاب والمعلمين على قبول الآخر والإخاء الإنساني.
وسلم الكاردينال ميغيل أنخيل أيوسو، رئيس جلسات اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، ورئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان بالكرسي الرسولي، والمستشار محمد عبد السلام، أمين عام اللجنة الدولية للإخوة الإنسانية، السيد أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، رسالة مشتركة هي الأول من نوعها، من أكبر رمزيين دينيين، قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وتضمنت الرسالة، التي سلمها أعضاء اللجنة الدولية للإخوة الإنسانية للسيد أمين عام الأمم المتحدة خلال استقباله لهم بمقر الأمم المتحدة بنيويورك، إعلان الرابع من فبراير يوما عالميا للأخوة الإنسانية، إحياء لذكرى توقيع الوثيقة في نفس اليوم من عام 2018، بالعاصمة الإماراتية أبو ظبي، ودعوة لعقد قمة تجمع القادة الدينيين والقادة السياسيين، للمشاركة في التوصل إلى حلول عملية لتنفيذ مبادى الأخوة الإنسانية، وتبني تحقيق أهدافها على أرض الواقع، كما تضمنت الرسالة إشارة إلى أهمية العمل سويا لترجمة مبادئ الأخوة الإنسانية وثقافة التسامح والعيش المشترك إلى واقع ملموس في حياة البشر.
من جانبه، قدم الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، الشكر والتقدير لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف وقداسة البابا فرانسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية على وثيقة الأخوة الإنسانية، والتي تعد نموذجا إيجابيا لمكافحة خطاب الكراهية، ووسيلة جديدة للحد من الاضطهاد الديني، وتطبيقا عمليا لاحترام الأديان، ورسالة مباشرة ومقصودة إلى جميع المؤمنين مفادها أن التنوع والاختلاف في الدين هو حكمة إلهية كالاختلاف في اللون والجنس واللغة.
وصرح غوتيريس "إن إطلاق شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان مبادرة تلقى ترحيبا كبيرا، ويشارك فيها المجتمع اليهودي، هذا أمر أقرب للحلم"، مشيرا إلى أن توقيع هذه الوثيقة من قبل أكبر رمزيين دينيين في العالم، يعكس عالمية الرسالة التي تشتمل عليها من ضرورة احترام مبدأ حرية الأديان وحمايته، كما عبر عن إعجابه بالتنوع الموجود داخل اللجنة المنوط بها تحقيق أهداف الوثيقة، مرحبًا بالتعاون والتنسيق المشترك مع أمين عام اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، خاصة فيما يتعلق بالتصدي لخطاب الكراهية ونبذ الآخر، مطالبا بضرورة تحويل نص الوثيقة إلى مجموعة من التشريعات تساعد على سهولة تطبيقها وتنفيذها.
وفي نهاية اللقاء، أعرب أعضاء اللجنة العليا للأخوة الإنسانية عن تقديرهم لمنظمة الأمم المتحدة، برئاسة السيد أنطونيو غوتيريس، ودعم المنظمة لوثيقة الأخوة الإنسانية، مؤكدين أن هذا الدعم يضع على عاتقهم مسئولية كبيرة تجعلهم على استعداد لبذل أقصى الجهود من أجل سرعة ترجمة بنود الوثيقة على أرض الواقع لتحقيق الأمن والسلام العالمي، مؤكدين عزمهم الكامل لبذل كافة الجهود وتحويل كل التوقعات إلى نتائج ملموسة في المجال الإنساني.
كما أكد الأمين العام للجنة الأخوة الإنسانية، المستشار محمد عبد السلام، أن هذا اللقاء يمثل دعما كبيرا للجنة، ويعكس مدى اهتمام المؤسسات الدولية بالجهود الداعية للإخاء الإنساني، خاصة أن هذه الوثيقة تعد أهم الوثائق الإنسانية في العصر الحديث وقام بتوقيعها أكبر رمزين دينيين، فضيلة الإمام الأكبر وقداسة البابا فرانسيس، مؤكدا ضرورة تضافر الجهود بين مختلف المؤسسات الدولية ولجنة الأخوة الإنسانية، والعمل سويا من أجل نشر ثقافة التسامح والإخاء الإنساني.