في ظل تفاقم الأزمة بين الحوثيين وعبد ربه منصور هادي رئيس جمهورية اليمن، اتفق الحوثيون مع حزب المؤتمر الشعبى العام الذى يتزعمه الرئيس السابق على عبد الله صالح على إنشاء مجلس لحكم البلاد بعد تزمانا مع مباحثات السلام التى إستضافتها الكويت.
وكانت من أهم البنود المتفق عليها:
أولا: تشكيل مجلس سياسي أعلى يتكون من عشرة أعضاء من كل من المؤتمر الشعبي العام وحلفائه وأنصار الله وحلفائهم بالتساوي، بهدف توحيد الجهود لمواجهة التحالف العربي ولإدارة شؤون الدولة في البلاد، سياسيًا وعسكريًا وأمنيًا واقتصاديًا وإداريًا واجتماعيًا وغير ذلك، وفقًا للدستور.
ثانيًا: تكون رئاسة المجلس دورية بين المؤتمر الشعبي العام وحلفائه وأنصار الله وحلفائهم، ويسري الأمر ذاته على منصب نائب رئيس المجلس.
ثالثًا: تكون للمجلس سكرتارية عامة وأمانة عامة، يحدد المجلس مهامها واختصاصاتها بقرارٍ منه.
رابعًا: يتولى المجلس تحديد اختصاصاته ومهامه اللازمة لمواجهة العدوان وإدارة البلاد ورسم السياسة العامة للدولة وفقا للدستور وذلك بقرارات يصدرها المجلس.
ولم يقف الحوثيون وحدهم أمام عبد ربه منصور هادي رئيس جمهورية اليمن، بل هناك دعم من حزب الله البناني وإيران وحزب المؤتمر الشعبى العام الذى يتزعمه الرئيس السابق على عبد الله صالح، واتهم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إيران بتدريب الحوثيين عسكريا منذ 1994، وأكد أن ضلوع حزب الله في دعم المتمردين الحوثيين "حيث وصلت برسالة من الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، يقول فيها إن مقاتليه وصلوا إلى اليمن كي يعلموا الشعب اليمني جوهر الحكم".
كما أعلنت الحكومتان اليمنية والسعودية، العثور على تسجيلات فيديو ووثائق في مواقع عسكرية كانت تحت سيطرة الحوثيين تؤكد مشاركة حزب الله في القتال، وأن مشاركته تعود إلى ما قبل الاستيلاء على صنعاء وعاصفة الحزم.
وكان تورط حزب الله اللبناني في المشهد اليمني ومشاركته التخريبية بدعم إيراني، فالحزب يقوم منذ سنوات بتدريب ميليشيات الحوثي بهدف قتال القوات الشرعية في اليمن وتنفيذ عمليات ضد السعودية، كما جاء على لسان مدرب من حزب الله لعناصر حوثية في تسجيل الفيديو الذي كشف عنه مؤخرا.
يشار إلى أن مجلس التعاون الخليجي أعلن في الثاني من مارس الماضي أن حزب الله اللبناني "منظمة إرهابية"، وبعد أقل من أسبوعين اتخذت الجامعة العربية قرارا مماثلا واعتبرت الحزب "جماعة إرهابية".
وكشفت حادثة ضبط سفينة الشحن الإيرانية "جيهان-1" في خليج عدن أثناء توجهها إلى اليمن عام 2013 عن مدى التورط الإيراني في الأزمة اليمينية بالإضافة إلى محاولة زعزعة استقرار الخليج والسعودية على وجه الخصوص، بعد تحويل اليمن إلى شوكة في خاصرة السعودية، ناهيك عن محاصرتها عبر السيطرة على مضيقي هرمز وباب المندب.
كانت السفينة جيهان، القادمة من إيران واحدة من عدة سفن محملة بكميات كبيرة من الأسلحة والذخائر المختلفة، الثقيلة والمتطورة، تم ضبطها قبل وصولها إلى المتمردين الحوثيين، الذين كانوا يستقبلون معظم شحنات الأسلحة المهربة عن طريق ميناء ميندي المطل على البحر الأحمر.
وظل عبد ربه منصور هادي واقفا وحده ضد الحوثيين ومن يساعدهم، إلي أن طلب العون من قادة دول مجلس التعاون الخليجي، موضحا فيها التدهور الشديد وبالغ الخطورة للأوضاع الأمنية في الجمهورية اليمنية جراء الأعمال العدوانية للحوثيون، والمدعومة أيضًا من قوى إقليمية هدفها بسط هيمنتها على هذه البلاد وجعلها قاعدة لنفوذها في المنطقة، وناشد الدول الخليجية للوقوف إلى جانب الشعب اليمني لحمايته، وطلب منها، استنادًا إلى مبدأ الدفاع عن النفس المنصوص عليه في المادة (51) من ميثاق الأمم المتحدة، واستنادًا إلى ميثاق جامعة الدول العربية ومعاهدة الدفاع العربي المشترك، تقديم المساندة الفورية بكافة الوسائل والتدابير اللازمة بما في ذلك التدخل العسكري لحماية اليمن وشعبه من العدوان الحوثي المستمر وردع الهجوم المتوقع حدوثه في أي ساعة على مدينة عدن وبقية مناطق الجنوب، ومساعدة اليمن في مواجهة القاعدة وداعش.
وبعد البيان لم تقف السعودية مكتوفة الايدي بل أعلنت عن انطلاق عملية عاصفة الحزم من قبلها بالإضافة لدول مجلس التعاون الخليجي وهي الإمارات العربية المتحدة والبحرين قطر والكويت عدى سلطنة عمان، وبمشاركة كل من الأردن ومصر والمغرب والسودان وباكستان.
ويحاول الحوثيون الانفراد بالحكم عن طريق جنوب اليمن في عدن: قصر المعاشيق الرئاسي، واستولت على قاعدة العند الجوية، وتمركزت تلك القوات في أحياء عدن، ومنها خور مكسر وسط عدن.
وفي العاصمة صنعاء: يسيطرون فيها على عدد من المواقع العسكرية مثل معسكر ألوية الصواريخ "بفج عطان" جنوب غربي صنعاء، بالإضافة إلى "معسكر الخرافي" شمال صنعاء.