"حياتنا على كف عفريت" هكذا وصف محمد السيد عبدربه، عامل سقالة، حياتهم في مهنة البناء، التي تتلخص حياتهم داخلها في مشقة الصعود على عروق الخشب المثبتة في الأرض تصل ارتفاعها مئات الأمتار بين السماء والأرض، للبدء في العمل داعين المولى عز وجل أن ينتهي اليوم بكل سلام دون سقوط أحدهم أثناء العمل.
اقرأ أيضًا.. إصابة 4 أشخاص في تصادم سيارتين على الطريق الصحراوي بوادي النطرون
في البداية قال عامل السقالة: "مهنة السقالة تعتبر من أشق المهن الحرة، بسبب المخاطر التي يتعرض لها العاملين أثناء العمل ورغم من ذلك لا يوجد تأمين متوفر من قبل صاحب العمل، مفيش مقاول بيأمن على عمال شغالين معاه باليومية، يعني حياتك على كف عفريت ولما نموت مفيش مصدر دخل أخر لاسرتي".
مهنة عمال البناء
تابع: "رغم مخاطر المهنة ولكن أصبح الموت جزء من حياتنا اليومية، ومش بنفكر في حاجة غير توفير إحتياجات المنزل، لو فكرنا في خطورة المهنة محدش فينا هيطلع من بيته ويشتغل، لكن أهم حاجة في المهنة دي الحرص وعينيا تكون وسط راسنا لأن الغلطة بفورة على طول".
مهنة عمال البناء
وأوضح:" أن العمل في السقالات الآن أصبح أكثر أمان عن العمل قبل ذلك، بعد ظهور السقالات الحديد وفرت لنا مصدر أمان وسهولة في العمل عن السقالات الخشب، لكن للأسف بسبب إرتفاع أسعارها مش كل مقاول بيجيبها، بتكون متوفره فقط في بناء المشروعات الكبيرة غير ذلك السقالات الخشب وأنت وحظك".
وأشار: "العمل في السقالة يبدأ من الفجر حتى غروب الشمس، يعني حياتنا معظمها على لوح خشب معلق بين السماء والأرض، ودقائق قليلة للأكل والصلاة لو أتاح لنا صاحب العمل، معظم حالات السقوط من أعلى السقالة بسبب ضغط الشغل وعدم الاتزان أو عدم النوم الكافي، أنا خلال عملي مات 10 عمال أمام عيني على فترات زمنية متفرقة، كل مرة كنت أشاهد على روحي وقبل خروجي من المنزل بودع أولادي وكان آخر مره اشوفهم".
مهنة عمال البناء
وأكد عبدربه، رغم خطورة المهنة أن الأجور فيها ضعيفة جدا وليست بقدر كافي لتأمين حياتهم، قائلا:" رغم حجم المجهود ونسبة المخاطر التي نواجهها في مهنته يوميًا لكن اجورنا لا تتعدى 140 جنيه يوميًا، حتي مش بنقدر نكفي بيها مصاريف البيت بيروحوا كلهم على مصاريف البيت، وياريت كمان بتكفي".
وناشد عمال السقالة رئيس الجمهورية، بتوفير تأمين على حياتهم، لضمان عدم تشرد أولادهم بعد وفاة عامل السقالة، قائلا:"رئيس الجمهورية أعلن قبل ذلك عن تأمين حياة العمالة الحرة ولكن حتى الآن لم يتم تطبيقها، أولادنا مستقبلهم في خطر وإحنا حياتنا على كف عفريت".