يعيش أهالي مركز أبوتشت، شمال محافظة قنا، محاصرين بخطر النيران، منذ سنوات عديدة وهم يعانون من تجاهل المسئولين في إنشاء وحدات مطافئ بالقرى التي تبعد عن المدينة، ولكن لا يوجد جدوى بالكارثة التي تحيط بهم حتى أصبحت النار تأكل البشر، وما زال التجاهل في تزايد، وبعد تكرار حوادث الحريق والخسائر التي تسفر عنها ولا يوجد سيارة مطافئ تلحق لإنقاذهم، أثار ذلك غضب المواطنين في أبوتشت وخاصة بعد مصرع طفلة وتفحم جثتها في حريق بمنزل داخل قرية النواهض، وسيارة الإطفاء وصلت مكان الواقعة متأخرة نظرًا لبعد المسافة.
قال كرم أحمد، أن مركز أبوتشت على الهامش بالنسبة لمسئولي ونواب مركز أبوتشت، فهو يضم 34 قرية ويبلغ عدد سكانه 500 ألف نسمة تقريبًا، ويضم 5 مجالس قروية، ولا يوجد وحدة مطافئ تخدمهم سوى واحدة فقط بمركز أبوتشت المدينة، ومنذ سنوات وهم يناشدون المسئولين ولم يكن لديهم سوا تم طرحهم في خُطة، وما زال خطر النيران يحاصر المواطنين.
وأشار إلى أنه اندلع حريق في منزل أحد أقارب بقرية النواهض بأبوتشت ولم يتم إنقاذه، من قبل المطافئ لوصولها متأخرًا في الحريق أسفر عن مصرع جوليانا جادالكريم توفيق، عمرها 4 أعوام، وقد تفحمت جثتها إضافة إلى تلف جميع الأجهزة الكهربائية وأساسيات المنزل، فكانت الحادثة الأكبر في كوارث الحريق والتي من الوارد أن تحدث في أي مكان.
واستشهد أحد المواطنين المقيمين بمركز أبوتشت، بواقعة حريق أخرى، أنه منذ شهرين تم اندلاع الحريق في 5 منازل مجاورين بسبب ماس كهربائي، وعند وصول سيارات المطافئ كانت فارغة من المياه، لاعتمادهم على ملئها من التوصيلات الخاصة بهم في الشوارع، وقد اتضح عدم وجود توصيلات وعادت السيارات مرة أخرى، واستمر أهالي أكثر من قرية يحاولون إطفاء الحريق لعدم وقوع خسائر بشرية على الأقل، فتلك المأساة يواجهونها أهالي مركز أبوتشت باستمرار ولا أ ينظر إليهم بعين العطف والرأفة.
وأوضح أنه منذ سنوات اجتمع نواب مركز أبوتشت، مع بعض المسئولين بمحافظة قنا، وذلك لوضع خُطة لإنشاء أكثر من وحدة مطافئ في القرى التي تبعد عن المدينة، وذلك لم يكن من فراغ ولكن بعد وقوع الحادثة الأشهر في تاريخ أبوتشت وهو اندلاع حريق في زفاف إثر انفجار إسطوانة بوتاجاز وأدت إلى إصابة عدد كبير من المعازيم ولم يتوفر سيارات مطافئ، وأخذت تلك الواقعة نطاق واسع على السوشيال ميديا، من أجل ذلك السبب اجتمع المسئولين ولكن كان الإجتماع للتصوير فقط فمنذ ذلك الوقت لم يُنفذ أي شئ لإنشاء وحدات مطافي مساعدة لوحدة المدينة.
من أجل ذلك يستغيث أهالي أبوتشت من محافظ قنا اللواء شريف عبدالحميد، بإنقاذهم من خطر الحرائق وإنشاء وحدات مطافئ بالقرى التي تبعد عن المدينة، كما أن هناك مساحات أرض فارغة يمكن الإنشاء عليها مباشرة، إضافة إلى إنشاء توصيلات في الشوارع تملأ منها سيارات المطافئ في حالات الحريق.