وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ .. ما هو ما لا نعلم ؟ وماذا يعني قصد السبيل؟

يقول المولى سبحانه وتعالى في سورة النحل : وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً ۚ وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ ۚ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ، فما هو ما لا نعلمه في هذه الآية؟ وما هو قصد السبيل؟ وماذا جاء في تفسير هذه الآية ؟ يقول الإمام القرطبي في تفسير هذه الآية ويخلق ربكم مع خلقه هذه الأشياء التي ذكرها لكم ما لا تعلمون مما أعدّ في الجنة لأهلها وفي النار لأهلها مما لم تره عين ولا سمعته أذن ولا خطر على قلب بشر، لكن مع ذلك فإن القرطبي قد ذهب في تفسير هذه الآية بأن ما لا يعلمه الإنسان قد اقتصر فقط على الآخر وليس على الحياة الدنيا، ولكن ظهر من تطور حياة الإنسان على الأرض أن الله سبحانه وتعالى قد مكن الإنسان من معارف واختراعات كثيرة لم يكن يعلمها وقت نزول القرآن الكريم، وهو ما يفتح الباب لأن يكون معنى : وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ هو أن الإنسان سيرى في الدنيا أشياء لم يكن يعلمها لا هو ولا أسلافه وهى الآية التي يمكن اعتبارها قاعدة إيمانية يمكن الاستناد لها في الاجتهاد وتجديد الخطاب الديني.

اقرأ ايضا .. نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ ما هو الحرث ؟ وكيف تصبح النساء حرثا للرجال ؟

أما معنى قصد السبيل فقد فسره الإمام الحافظ في تفسيره المعروف بمعالم التنزيل أو تفسير البغوي، وجاء فيه: وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ يَعْنِي: بَيَانُ طَرِيقِ الْهُدَى مِنَ الضَّلَالَةِ. وَقِيلَ: بَيَانُ الْحَقِّ بِالْآيَاتِ وَالْبَرَاهِينِ، وَالْقَصْدُ: الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ. وَمِنْها جائِرٌ يَعْنِي: وَمِنَ السَّبِيلِ جَائِرٌ عَنِ الِاسْتِقَامَةِ مُعْوَجٌّ، فَالْقَصْدُ مِنَ السَّبِيلِ دِينُ الْإِسْلَامِ.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً