يقول المولى سبحانه وتعالى في سورة التحريم : ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ. ويقول المولى سبحانه وتعالى في سورة النور : الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ. فكيف يمكن التوفيق بين الآيتين ؟ هل الآيتين تتعارضان ؟ هل زوجتا نبى الله لوط ونبى الله نوح خبيثات فخانتا زوجيهما وهما من الأنبياء المصطفين ؟ يقول فضيلة الدكتور نصر فريد واصل، مفتى الديار المصرية الأسبق، إن الخيانة هنا معناها الخيانة في الدين؛ فقد كانتا كافرتين كما ذكر بعض المفسرين، أو كانتا عاصيتين كما ذكر البعض الآخر.
وأشار فضيلته إلى أن امرأة نوح كانت تقول للناس: «إنه مجنون»، وامرأة لوط كانت تخبر الناس بأضيافه. وقيل: كانتا منافقتين. وقيل: خيانتهما النميمة، وليس الخيانة بمعنى الخيانة الزوجية ، ويضيف فضيلته ان الخيانة المشار لها في هذه الآية ليست الخيانة بالمعنى المتعارف عليه وهو ارتكاب جريمة الزنا؛ فقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله: «مَا بَغَتِ امرَأةُ نَبِيٍّ قَط» وهو ما أورده الطبري في تفسيره لهذه الآية، وهذا هو الإجماع من المفسرين.