لم يكن يعلم ابن محافظة قنا، صاحب أسرع مشية «عنكبوتية» في التاريخ، أن ما كان يشاهده في طفولته من أفلام الأكشن، وتأثره بها، سيصبح مستقبله وحلمه الذي بدأ في تحقيق الكثير منه، بعدما استطاع أن يُحطم رقم قياسي في موسوعة «جينيس» للأرقام القياسية العالمية، بآداء أسرع مشية «عنكبوتية» في التاريخ خلال 5 ثوان فقط.
ابن قنا الذي دخل موسوعة "جينيس"
فكان لولع الشاب محمد مجاهد محمد أمين، البالغ من العمر 21 عامًا، يقطن مركز أبوتشت، شمالي قنا، وحُبه لـ«جاكي شان، وبروس لي، وفاندام» أشهر نجوم الفنون القتالية، تأثيرًا إيجابيًا حيث قلب موازين تفكيره وحوّله إلى شخص هدفه الوحيد هو النجاح والوصول لتحقيق أهدافه.
ابن قنا الذي دخل موسوعة "جينيس"
يقول محمد مجاهد، إنه تخرج معهد إدارة أعمال ومحاسبة، وعاش طفولته كأي طفل عادي، كانت الرياضة بالنسبة له «كرة القدم»، إضافة إلي أنه كان يتدرب «كونغو فو» لكنه انقطع عنها بعد فترة قصيرة، ولم يكن في ذهنه أدنى تفكير لممارسة الرياضة كهواية، وأنه سوف يحقق بها أرقامًا تاريخية.
ابن قنا الذي دخل موسوعة "جينيس"
ويُضيف مجاهد، أنه في عام 2014 أصبح لا يشغل تفكيره سوى تمنّيه أن يصبح مثل نجوم أفلام الأكشن المفضلين لديه، وكان ذلك هو السبب الوحيد الذي أدخله مجال الرياضة ليكون مثل ما يفضلهم، فبدأ في ذلك العام الاتجاه إلى ممارسة أكثر من رياضة مثل «فنون قتالية، وكونغ فو ساندا، وونج تشون، وبوكس، وجودو، وتايكوندو، وكيك بوكسنج، وكروس فت، وبريك دانس» فقد كان يمارس تلك الأنواع من الرياضة لتحديد الرياضة التي يجد نفسه سعيدًا بها، إضافًة إلى رغبته في تعلم شيئ من كل رياضة يمارسها ويأخذ منها ما يفيد، وبعد فترة استقر علي ممارسة رياضة «الفنون القتالية» بأنواعها.
ابن قنا الذي دخل موسوعة "جينيس"
ويُشير، إلي أنه كان يتمرن دون مدرب، ثم بعد ذلك حاول اتباع أحد المدربين لكنه لم يجد النتيجة التي يحتاجها فقرر أن يتمرن مع حاله في بلدته البسيطة وظل يتمرن سنوات حتى قرر في عام 2016 أن الوقت قد حان لدخول موسوعة «جينيس» للأرقام القياسية العالمية وهو ما كان يحلم به منذ دخوله عالم الرياضة، وكان يريد تحطيم أي رقم فقرر تنفيذ حركة تعود لعام 2009 للاعب إيطالي يدعى «أنطونيو» قام بجري 10 أمتار علي الأيدي في 7 ثواني، تسمى حركة «سبايدر» وهي أسرع مشية للعنكبوت والتي كانت مُسجلة في الموسوعة، فظل يتأهل لها عام كامل حيث كان يتمرن لها منذ استيقاظه في فترة الصباح، ومن منتصف الليل حتى صلاة الفجر مع إعطاء نفسه فترة راحة بسيطة أثناء التمرينات وظل هكذا حتى أيقن أنه يستطيع تنفيذ حركة «سبايدر» بجدارة.
ابن قنا الذي دخل موسوعة "جينيس"وتابع أنه قام بعد ذلك بالإرسال إلى موسوعة جينيس، ولم يكن في استطاعته أن يجد راعي رسمي لتحكيمه فاستعان بحكام آخرين من بلدته ونفذ أمامهم حركة «سبايدر» في 5 ثواني وقام بإرسالها على موقع الموسوعة وبعد شهرين كان ردهم بأنه تم تسجيله في موسوعة جينس كأول شاب في التاريخ يسجل حركة سبايدر في ذلك الوقت، متابعًا: «كان لهذا الخبر تأثير قوي جدًا عليّ فهو نتاج مجهود ولم يكن من فراغ، كما أسعدت كل من هم حولي وسعدت كثيرًا بكوني نموذج مصري حقق رقمًا قياسيًا في حركة لم تكن سهلة نهائيًا، وأصبح الجميع يشجعوني على الاستمرار وتحقيق نجاحات أكثر».
ابن قنا الذي دخل موسوعة "جينيس"واستطرد الشاب العشريني، أنه بعد دخوله موسوعة جينيس تم تكريمه من قِبل محافظ قنا، وبعض الجهات الحكومية داخل المحافظة، كما استقبلته القنوات الفضائية في معظم البرامج المختلفة، اعتزازًا وفخرًا بما حققه من نجاح باسم مصر، مشيرًا إلي أنه لم يكتفي بذلك بل قرر تحطيم أرقام أخرى فعمل على تحطيم حركة أسرع ملاكمة في العالم بحركة باربز التي كانت مسجلة 47 مرة في الدقيقة وهو سجلها 50 مرة في الدقيقة، ولكن لم يُسجَّل في موسوعة جينيس لوجود بعض الأخطاء في تنفيذها، والذي قرر إعادتها مرة أخرى، كما ما زال يتمرن على حركة كوع واحدة للاعب باكستاني ويأمل تنفيذها والتسجيل مرة أخرى في موسوعة جينيس برقم جديد.
واستكمل أن الوقت قد حان لتحقيق حُلم التمثيل الذي يراوده منذ صغره، فهو يريد دخول سينما الأكشن لتقديم مادة مفيدة للأطفال ليكون حافزًا لهم لحب الرياضة كما تأثر هو بالفنان «جاكي شان» وكان سببًا في حبه وانتمائه للرياضة، مضيفًا أنه عُرض عليه المشاركة في عمل سينمائي خلال الفترة القادمة وسوف يقوم بتنفيذه ليحقق نجاحًا آخر في مجاله الذي نجح في الرياضة من أجله، متمنيًا الاستمرار في تحقيق حلمه بأن يصبح ممثل أفلام أكشن مشهور، ورياضي عالمي، وأيضًا استكمال مسيرته التعليمية التي أُهملت في الثانوية العامة نظرًا لضغط التمرينات التي كان يقضي فيها كل وقته، وهو الأمرالذي حرمه من دخول كلية التربية الرياضة لأنه لم يحصل علي مجموع كبير ليلتحق بالكلية،هذا بالإضافة إلى رغبته في الحصول على دورات الإسعافات الأولية، والعلاج الطبيعي وعمل فيديوهات تعليمية، وتنمية بشرية، فهو يريد أن يطور من نفسه كليًا.
واختتم مجاهد، حديثه، بتوجيه رسالة لشباب قنا، قائلًا: «أي شخص مهما كان حلمه صعب، لابد وأن يجتهد ويعافر لأنه لو أصبح من غير هدف في الحياة، فإنه شخص عديم الفائدة، ويجب أن يؤمن بأنه لا يوجد شئ اسمه مستحيل، ولا يستمع للآخرين الذين يريدون إحباطه فعليه أن يكون حافزًا لنفسه أولًا قبل تحفيز من حوله، وأن بالإصرار والعزيمة يستطيع تحدي أي ظروف، وأن الله سبحانه وتعالى يكون عونًا للمجتهدين».
نقلا عن العدد الورقي.