"الخيال العلمي" المنطقة المحظورة في السينما المصرية.. نقاد ومنتجون يكشفون السبب

افلام خيال علمي
افلام خيال علمي

على مدار تاريخ الفن المصري تبقى منطقة أفلام الخيال العلمي، المنطقة المحظورة المرعبة التي يخش صناع السينما في مصر من الاقتراب منها، ففي تاريخ السينما المصرية قدمت عدد من أعمال الخيال العلمي التي تعد على الأصابع كما ان هذه الاعمال طرحت بشكل اغلبه كوميدي ساخر وبطريقة لم تكن جيدة ومنها «رحلة إلى القمر 1959، سر طاقية الإخفاء 1959، هـ 3، 1961، قاهر الزمان 1987، العالم سنة 2000، 1972، الرقص مع الشيطان 1990، واخرهم فيلم سيما على بابا للفنان أحمد مكي 2011».

وعن رأيها في ندرة افلام الخيال العلمي و غيابها عن السينما المصرية، قالت الناقدة الفنية خيرية البشلاوي: «معندناش خيال»، لا نمتلك المؤلفين الذي يتمتعون بالقدرة على الخيال العلمي، لأن هذه النوعية من الأعمال لا تقوم على «التخريف» ولكنها تقوم على دراسات وأبحاث وأسس علمية واشياء مدروسة وليست عشوائية، ونحن في مصر ينقصنا هذا النوع من المؤلفين الذين لديهم قدرة على الخيال العلمي المدروس، كما أنها تحتاج إلى أجهزة وتكاليف مادية باهظة الثمن لا نقوى على ثمنها في مصر، ونوعية هذه الأفلام تنتج بشكل سنوي في أمريكا ولها جمهورها وتتحقق أعلى العائدات المادية، أما المنتجين في مصر فهم لا يجازفون ويفضلون اللعب في المضمون والمعروف ويخشون المغامرة وإنتاج مثل هذه الأفلام التي قد لا تحقق العائد المرجو وتمثل خسارة لهم، ولا أعتقد أن صناع الفن في مصر سيلجأون لهذا النوع من الأعمال وإذا لجأوا له قد يكون نادرا وحالة استثنائية وقد يحقق النجاح او لا». 

ومن ناحيته علق الناقد الفني سمير الجمل على الموضوع قائلا: «هذه المشكلة تعود للكتابة نفسها، والمسألة عند المؤلفين تتمثل في الميل للشعوذة اكثر والجن والعفاريت باعتبار أن الجمهور المصري يميل للجن والعفاريت أكثر من ميله للخيال العلمي، والجمهور في مصر إذا خيرته بين الاثنين سيختار الجن والعفاريت، وفي نفس الوقت المؤلف الذي يكتب خيال علمي لابد أن يكون له مواصفات خاصة، يكون لديه رؤية علمية وعلى وعي ودراسة لأنه ليس خيال علمي «تهجيص»، لأنه لابد أن يكتب كلام له علاقة بالعلوم اساسا وينظر على اشياء واحداث متوقع حدوثها في المستقبل، وكل هذا يتطلب ثقافة معينة وعمل معين، ولهذا السبب لا يمكن لأي شخص أن يكتب خيال علمي، ولهذا أيضا نجد أن كتاب الخيال العلمي قليلون جدا، وبالنسبة لصناع السينما ينظرون لهذه الأعمال على أنها مكلفة ولن تعود عليهم بالنفع ويعلمون أنهم لا يمكن أن ينافسوا أمريكا في الخيال، فهناك وصلوا لدرجات لا محدودة من الخيال، وهذه الأعمال تحتاج لإمكانيات ضخمة، وتابع قائلا: «بسبب الإمكانيات البشرية والمادية المنتج يقولك لا خلينا نتكلم في اللي اتجوزت واللى أطلقت واللي نعرفه نلعب في الحاجة اللي نعرفها»، مع أنه إذا توافر كتاب خيال جيدون من الممكن أن يقدم هذا النوع لدينا بامكانيات محدودة إلى حد ما، فالكمبيوتر اليوم يفعل كل شئ، لكن في الأول والآخر غياب الكاتب هو أساس غياب هذا النوع في مصر».

اقرأ أيضا.. طارق الشناوي: شعبان عبد الرحيم فقد القدرة على الحركة في آخر عامين وظل مطلوبا بسبب إنسانيته (فيديو)

أما المنتج صادق الصباح فقال: «لا يمكن المقارنة بيننا وبين الصناعة في هوليوود، لأن لديهم إمكانيات كبيرة جدا لصناعة مثل هذه الأعمال التي تقوم على الخيال العلمي، كما أنهم يعوضون ذلك بالإيرادات الضخمة، في المقابل في الوطن العربي ومصر نتجنب اللجوء لهذه الأعمال للتكلفة الكبيرة وبسبب الحاجة إلى إمكانيات وأجهزة متطورة باهظة الثمن لا تتوافر لدينا، وتلك الاعمال اذا وجدت لن تحقق العائد المادي ويعتبر خسارة للمنتجين، وهذا السبب الرئيسي في الابتعاد عن تقديم هذه الأعمال، ومن رايي لا اتوقع أن يكون لدينا مثل هذه الأعمال في السنوات المقبلة».

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً