هل اجتهد أبو بكر الصديق مع وجود النص ولماذا خالفه عمر في قتال مانعي الزكاة ؟

تثير قضية الاجتهاد الكثير من الخلافات بين المسلمين. فبينما يؤكد جمهور الفقهاء أنه لا اجتهاد مع النص، إلا أن بعض المحدثين يرون أنه من الممكن الاجتهاد حتى في وجود النص، خاصة وأن مقولة لا اجتهاد مع النص ليس قرآنا كريما أنزل وليست حديثا نبويا شريفا. ويشير بعض المحدثين إلى أن الصحابة رضوان عليهم قد اجتهدوا مع النص في أكثر من موضع، ومن ذلك اجتهاد خليفة النبي صلى الله عليه وسلم أبي بكر الصديق رضوان الله عليه عندما قرر أن يحارب القبائل التي امتنعت عن دفع الزكاة. وهو الموقف الذي خالفه فيه الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه عندما احتج عمر على قتال مانعي الزكاة لأنهم لم قالوا أنهم مؤمنين بالإسلام ولكن لن يرسلوا الزكاة للمدينة المنورة.

اقرأ أيضا .. ما هو محل الاجتهاد إن لم يكن اجتهادا مع النص وهل أتمم الله لنا ديننا أو دنيانا؟

وقد ورد هذا الخلاف بين أبي بكر الصديق رضوان الله عليه وبين عمر ابن الخطاب في أكثر من أثر إسلامي، فقد عارض الفاروق في قتال مانعي الزكاة لأنَّ رسول الله صل الله عليه وسلم قال : "أُمرت أن أقاتل النَّاس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فمن قال لا إله إلا الله ، فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله، وهو ما جاء في كتاب روضة الناظر لابن قدامة ص148 وجاء أيضا في كتاب والرياض النضرة في مناقب العشرة المبشرين بالجنة المجلد الثاني ص 210. وهو ما يثبت أن قرار الصديق ابي بكر رضوان الله عليه كان اجتهادا مع وجود نص بالرغم من مخالفة الفاروق عمر ابن الخطاب لهذا الاجتهاد.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
غزيرة تؤدي لـ تجمعات المياه.. التنمية المحلية تحذر من سقوط الأمطار على المحافظات