الصحة في 2019 أزمات متواصلة.. الصيادلة أبرز المتضررين ومعاناة نقص الأطباء مستمرة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

شهد عام 2019 عدة أزمات لوزارة الصحة، كان أبرزها ما حدث مع الصيادلة بعد الفيديو الشهير للوزيرة هالة زايد داخل مجلس النواب، ونستعرض في السطور التالية الملفات الشائكة التي كانت الوزارة طرفًا بارزًا فيها خلال العام.

أزمات وزيرة الصحة في 2019:

صدام مع الصيادلة

1 بدأت الأزمة مع الصيادلة بفيديو مسرب في فبراير الماضي من داخل مجلس النواب أثناء مناقشة تكليف صيادلة 2017 وظهرت "زايد" قائلة "أنا مش عايزة صيادلة، بيلزمونى أكلف كل الصيادلة، وعددهم 16 ألف، أنا عايزة 3 آلاف فقط، والباقيين هيقفوا فى الشارع"، وهو ما دعا الصيادلة لتفعيل هاشتاج بعنوان "أقيلوا وزيرة الصحة"، واتهموها بأن قراراتها وتصريحاتها غير مسئولة.

2- قرار فتح صندوق مثائل الأدوية والذي اعتبره الصيادلة إجبارًا لكل صيدلية على ضخ حوالى 400 ألف جنيه لامتلاك كل أنواع الأدوية الموجودة، لأن العلاج يأتي بالاسم التجاري وليس الاسم العلمي، مؤكدين أنه يخدم الشركات ويدمر اقتصاديات الصيدليات.

3- أثارت أزمة مع الصيادلة في بورسعيد حينما قالت إن غياب ممرضة واحدة أكثر تأثيرًا من غياب 100 صيدلي ولا يشعرها بأزمة، ما اعتبره الصيادلة إهانة لهم وتقليل من شأنهم، ما أدى لغضب الوسط الصيدلي والمطالبة بإقالتها ووصف تصريحاتها بغير المسئولة والبعيدة عن أساليب الإدارة الحديثة.

نقص الأطباء

قلة عدد الأطباء وارتفاع معدل الهجرة في السنوات الأخيرة مما تسبب في عجز شديد في التخصصات الحرجة بسبب قلة المرتبات وعدم تحسين بيئة العمل بالإضافة إلى تدني بدل العدوى ونقص الإمكانيات بالمستشفيات.

قرار رجوع الأطباء الحاصلين على إجازات من الدول العربية مما تسبب في وجود استقالات جماعية للأطباء والذي نتج عنه نقص شديد في الأطباء، ومن المتوقع وجود معاناة في الأطباء في مصر خلال السنوات القليلة المقبلة خاصة أن عدد الأطباء الذين تقدموا باستقالاتهم خلال 3 سنوات نحو 6 آلاف طبيب، ففي 2016 تقدم 1044 طبيبا باستقالاتهم، و2549 في 2017، و2397 حتى نوفمبر 2018.

معاناة الأطباء من الاعتداءات المتكررة عليهم بسبب نقص الامكانيات في المستشفيات وعدم وضع إجراءات صارمة تحافظ للطبيب على كرامته وتحميه أثناء تأدية عمله.

اقرأ أيضًا.. السكة الحديد تحصد أولى صفقاتها بعد سنوات عجاف.. تصنيع وتوريد 110 جرارات جديدة وإعادة تأهيل 81

أصدرت الوزيرة قرار بحظر تكليف المرضى أو ذويهم بشراء أي مستلزمات طبية خلال علاجهم بالمستشفيات التابعة لوزارة الصحة، مؤكدة على توافرها، وهو ما أثار غضب الأطباء، موضحين أن الوزيرة على علم بعدم توافر المستلزمات، فلماذا تضغط على الأطباء وتضعهم في ورطة، قائلين: "الوزيرة عايزانا نصرف من جيبنا على المرضى".

تأنيب التمريض

تطرقت "زايد" إلى انتقاد قطاع التمريض بالتأمين الصحي الشامل خاصة ذوي الوزن الزائد، قائلة: "من يرغبن في الالتحاق بقطاع التمريض أمامهن ثلاثة أشهر لإنقاص وزنهن"، رافضة ارتداء العاملات بقطاع الصحة "الحجاب الطويل" أو النقاب وهو ما اعتبره أصحاب المنظومة الصحية تطرقا إلى قضايا الحريات الشخصية.

تجاهل صحة النواب

لم تكن وزيرة الصحة على تواصل دائم بلجنة الصحة في مجلس النواب المعبرين عن صوت المصريين مؤكدين امتناعها عن الرد على اتصالاتهم ورسائلهم المتكررة لها ومطالبات استجوابها الذي لقى تجاهل الوزيرة لهم.

وعلى جانب الحملات والمبادرات الرئاسية

لم تسعى وزيرة الصحة إلى التفكير في إطلاق حملات ومبادرات صحية تخدم صحة المواطنين، ولكن اكتفت بتوجيهات من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي لخدمة صحة المصريين، وتم رصدها كالتالي:

1- استمرار حملة 100 مليون صحة

2- المرحلة الثانية من مبادرة القضاء على قوائم الانتظار

3- مبادرة ضد السمنة والتقزم والأنيميا

4- حملات توعوية بـ "تنظيم الأسرة" تحت شعار "حقك تنظمي"

5- حملة التطعيمات ضد الديدان المعوية بالمداس

6- حملة التطعيم ضد مرض شلل الأطفال

7- مبادرة نور حياة

8- مبادرة حياة كريمة

9- مبادرة دعم صحة المرأة

10- الحملة القومية للتطعيم ضد مرض الحصبة

بذرة التأمين الصحي الشامل

يعتبر اطلاق التأمين الصحي الشامل الجديد بذرة الإنجاز الحقيقي لخدمة صحة المصريين الذي بدأ اطلاقه في سبتمبر 2019 ولكنه لم يعد انجاز حقيقي لـ"هالة زايد" لأن المشروع بدأ التخطيط فيه منذ عهد الدكتور أحمد عماد الدين وزير الصحة السابق، وتبلغ تكلفته بين 80 وحتى 120 مليار جنيه على أن يكون تنفيذ المنظومة خلال 15 عام من 2019 حتى 2032 والتي تعتمد على نظام طبيب الأسرة أن لكل مواطن ملف خاص مدون عليه تاريخه المرضي، ويعتمد على علاج الأسرة بالكامل ويستوعب جميع أفراد المجتمع مقابل تسديد اشتراكات بحيث تكون كل وحدة صحية تقدم خدمات طبية لـ20 ألف مريض ويتم إلغاء العلاج على نفقة الدولة.

الرجل الثاني في وزارة الصحة

يمتلك الدكتور خالد مجاهد المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة والمستشار الإعلامي، يد قوية في الوزارة حيث لا يمكن لأي جهة تابعة للوزارة الإدلاء بأية معلومات سوى من خلال الرجوع إليه وبناء على تعليماته في كل كبيرة وصغيرة، فحتى الصفحة الرسمية لوزارة الصحة والسكان على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" المعنية بنشر جميع أخبار الصحة للمواطنين باسم "الصفحة الرسمية للمتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة والسكان".

تعليق على عام على 2019 في وزارة الصحة

علقت الدكتورة سماح سعد عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، بأن وزيرة الصحة لم تفعل أو تقدم جديد منذ توليها الوزارة بل على العكس كانت تعمل على إنشاء أزمات فهي تصدر قرارات وتصريحات غير مدروسة بدون أي نقاش أو توضيح، قائلة "محدش بيعمل كدة.. دة الريس لما جه يزود سعر المواد البترولية قال إزاي دة عندنا صندوق النقد الدولي وبدأ النقاش لتوضيح سبب القرار.. فكيف تضع الوزيرة قرار دون توضيحه؟"، مضيفة أن الوزارة متخبطة ولا يوجد بها أي انجازات وهي قرارات غير مدروسة يتم الرجوع فيها.

كما علق الدكتور محمد الشيخ، نقيب صيادلة القاهرة، أن الجزء المتعلق بالدواء والصيادلة جزء ثانوي في اهتمامات الوزيرة لعدم وجود خبرة، وأظهر مزيد من التخبط وظهور عدد كبير من نواقص الأدوية في الفترة الأخيرة، وتراكم الأدوية المنتهية الصلاحية، وطول أمد تسجيل الأدوية، بالإضافة إلى قرار فتح صندوق مثائل الأدوية الذي نتج عنه تراكم الأدوية ولم يحد من النواقص، لافتًا إلى أن "زايد" كأي وزير صحة أخر، وأكبر صدمة حدثت لصيادلة مصر هو الهجوم على أصحاب الصيدليات، ومشكلة التكليف مشددًا على أن الملفات عامرة بالجور على صيادلة مصر، فهم مستائين، قائلًا "لم نلمس منها أي شيء ايجابي في حق الصيادلة، فكل ما بدر منها عبارة عن سلبيات".

وأوضح الدكتور محمد عبد الحميد، أمين صندوق نقابة الأطباء، أنه فيما يخص الأطباء لم تقدم أي جديد لهم ولم تعمل على تحسين بيئة العمل، فالمستشفيات مازالت كما هي وكذلك على مستوى الأطباء، مضيفًا أنها أصدرت قرار بأن الوزارة مسئولة عن دفع تكليف مصاريف الدراسات العليا لشباب الأطباء وذلك تنفيذًا للقانون ولكن هذا لم يحدث، مؤكدًا أن كل القرارات المتعلقة بالأطباء والفريق الطبي لم يتم تنفيذ أي منها، وبالتالي فهي لم تقدم شيء للأطباء نهائيًا.

2020 عام التأمين الصحي الشامل الجديد وعدد من المبادرات الصحية

سيتم اطلاق عدد من المبادرات الصحية في عام 2020 ومنها:

- مبادرة الرئيس للكشف المبكر عن أمراض الكُلى

- مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض المنتقلة من الأم الحامل إلى طفلها مثل أمراض " الزهري وفيروس بي"

- افتتاح أول ٦ مراكز لتجميع مشتقات البلازما

- مبادرة لمرضى الدم مثل "هيموفيليا ثلاسيميا"

- تطوير وافتتاح عدد من المستشفيات والوحدات الصحية ضمن منظومة التأمين الصحي الشامل الجديد

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً