هل الموت قرار يتخذه الإنسان وهل يمكن إطالة العمر بأعمال دينية وأسباب علمية؟

كتب :

يقع بعض المسلمين في حيرة عندما يرون متوسط عمر الإنسان في الدول المتقدمة طبيا والتي تقدم لمواطنيها خدمات طبية متقدمة أطول من متوسط عمر الإنسان في الدول الفقيرة التي لا يتوافر لها نفس الخدمات الطبية ولا الرعاية الصحية. فهل الطب يمكن أن يطيب عمر الإنسان ؟ وهل في استطاعة الإنسان أن يتخذ قرارا بإطالة عمره وأن يعمل من خلال هذا القرار على أن يعيش لفترة أطول طالما اتبع نظاما طبيا وغذائيا افضل؟ أم أن الموت قدرا مقدورا لا يمكن تغييره مهما حدث ؟ لقد حسم القرآن الكريم هذه القضية الشائكة في قوله تعالى : وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ، فالموت هنا قدر مقدر من الله تعالى ومعروف موعده مسبقا، ولكن من يعرف هذا الموعد؟ هل الإنسان يعرف موعد موته ؟ هل الموت قرار إنساني ؟ 

اقرأ ايضا .. وضع قطيفة حمراء تحت جسد الموتى من الرجال في القبر هذا هو اختلاف العلماء حولها

يقول ابن تيمية في صفحة 517 من الجزء الثامن من مصنفه الأشهر مجموع الفتاوي : " إن الله أمر الملك أن يكتب أجلاً ، وقال : إن وصل رحمه زدته كذا وكذا ، والملك لا يعلم أيزداد أم لا ، لكن الله يعلم ما يستقر عليه الأمر ، فإذا جاء الأجل لا يتقدم ولا يتأخر " هذا هو رأى ابن تيمية في إطالة العمر عن طريق صلة الرحم، فإطالة عمر الإنسان عند ابن تيمية يمكن أن تكون اختيارا أو قرارا بشريا عن طريق صلة الرحم وهو هى عبادة دينية، أما الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله الجبرين، فقد قال على موقع عبر الرابط

http://www.ibn-jebreen.com/book.php?cat=1&book=69&toc=4468&page=4036&subid=29295

أن إطالة العمر له أسباب مادية، وألتداوي من الأسباب المادية المحسوسة التي تحفظ للإنسان عمره وصحته بإذن الله ، وإذا أهمل قد يؤدي إلى الضرر أو الوفاة ، وذلك لا يتعارض بأي وجه مع ما تقرره الآيات والأحاديث أن الأجل والعمر محدود ، فهو محدود بأسبابه ، وكل شيء عنده سبحانه وتعالى بمقدار ، فإن تداوى المرء وتعافى فطالت أيامه في هذه الدنيا فذلك بقدر الله ، وإن قصر أو ترك التداوي حتى قضى أجله فهو بقدر الله كذلك ، واستشهد ابن جبرين بالحديث المروي عن أبِي خُزَامَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ؛ أَرَأَيْتَ رُقًى نَسْتَرْقِيهَا ، وَدَوَاءً نَتَدَاوَى بِهِ ، وَتُقَاةً نَتَّقِيهَا ؛ هَلْ تَرُدُّ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ شَيْئًا ؟

قَالَ : ( هِيَ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ ) وهو الحديث الذي رواه الترمذي برقم (2065) وابن ماجة برقم (3437) ،

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً