التيمم للتطهر من الجنابة خوفا من الاستحمام في البرد الشديد هذا هو رأى الإفتاء

يخشي كثير من المسلمين الاستحمام في فصل الشتاء، وقد يصاب كثير من المسلمين في أجواء الشتاء بأحد أمراض الحساسية التي تجعل من الصعوبة على كل المسلمين الاستحمام بالماء في أجواء الشتاء، خاصة من لا تتوفر لهم إمكانيات لتسخين الماء للتطهر من الجنابة في فصل الشتاء. فماذا يفعل من لا يتمكن من تسخين الماء للتطهر من الجنابة في فصل الشتاء؟ وهل يجوز للمسلم أن يتطهر من الجنابة بالتيمم بدلا من الاغتسال؟ وما هى الضوابط الشرعية في حالة خوف المسلم من استخدام الماء في التطهر من الجنابة سواء لأسباب مرضية أو بسبب اشتداد البرد في فصل الشتاء أو بسبب عدم وجود وسائل لتسخين الماء ؟

اقرأ ايضا .. لماذا خالف أبو حنيفة جمهور العلماء حول كشف قدم المراة في الصلاة ؟ وما هو وجه الخلاف

حول هذه الأسئلة يقول فضيلة الدكتور نصر فريد واصل، مفتي الديار المصرية السابق، من المقرر شرعا أن من شروط صحة الصلاة الطهارة من الحدثين الأصغر والأكبر؛ لقوله تعالى في سورة المائدة: ( يا أيها الذين امنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا) ، فأمر الله سبحانه وتعالى المسلم إذا أراد الصلاة أن يتوضأ، وإن كان جنبا فعليه أن يتطهر أولا من الجنابة. وأضاف فضيلته أنه قد يحدث عذر للإنسان يجعله غير قادر على القيام بهذا الشرط؛ كأن يكون مريضا لا يقوى على الطهارة، أو يكون مسافرا ولا يمكنه الطهارة، وفي هذه الحالة وهي وجود العذر المانع للطهارة أباحت الشريعة الإسلامية التيمم بدلا من استعمال الماء، فإذا كان السائل صاحب عذر بأن كان لا يستطيع استعمال الماء في الطهارة، وتأكد تماما أن استعمال الماء سيضره أو أخبره أهل الخبرة بذلك، فإنه يصح له التيمم بدلا من استعمال الماء، وتعد هذه طهارة حكمية وتجوز له الصلاة؛ وذلك لما ثبت من أن سيدنا عمرو بن العاص حينما خاف على نفسه الهلاك من استعمال الماء تيمم وصلى وأقره الرسول صلى الله عليه واله وسلم على ذلك.