تقترب أعياد الكريسماس لطوائف المسحييين ويقع بعض المسلمين في الحرج الشرعي نتيجة ظهور بعض الفتاوي الشاذة من جانب بعض المتطرفين الذين يحرمون على المسلمين الاحتفال بالكريسماس أو حتى تهئنة المسيحيين بالكريسماس أو تبادل الهدايا معهم بهذه المناسبة. فهل يجوز للمسلمين الاحتفال بأعياد الكريسماس؟ وهل هناك أى حرج شرعي في تبادل التهاني مع غير المسلمين بهذه المناسبة ؟ وما هو رأى دار الإفتاء في هذه القضية الشائكة ؟ حول هذه الأسئلة يقول الأستاذ الدكتور شوقي إبراهيم علام مفتي الديار المصرية إن : الأصل في العلاقة بين المسلمين وغيرهم هو التعايش والتكامل والتعارف والتعاون، والإسلام هو دين السلام والرحمة والبر والصلة، وقد أمر الله تعالى بالإحسان إلى الخلق كافة، والتهادي بين الناس هو من أعظم مظاهر الإحسان والبر.
وأشار فضيلته إلى أنه من أكثر ما يورث التآلف والصفاء، فهو مستحب على وجه العموم؛ لا فرق في ذلك بين مسلم وغير مسلم، بل هو في حق غير المسلم آكد استحبابًا وأشد مشروعية؛ من جهة أنه إحسان للإنسان، وأنه من السنة، وقد ثبت ذلك بالنصوص الشرعية من القرآن الكريم في التعامل بالبر والصلة، ورد التحية بالتحية، ومقابلة الهدية بالهدية، ومجازاة الإحسان بالإحسان، وفي السنة النبوية الشريفة من الأمر بمكافأة صاحب الهدية، وقبول النبي صلى الله عليه وآله وسلم الهدايا من غير المسلمين، وأمره بذلك، وإثابتهم عليها، واشتهر ذلك من فعل الصحابة رضي الله عنهم؛ حتى كانوا يقدمون حق غير المسلم في الجوار ويبدأون به، ونص الفقهاء على عِظم حق غير المسلم، وأنه ظلمه أشد جرما، ونص جماعة منهم على مشروعية رد السلام عليهم، وعلى ذلك فيستحب التهادي وتشرع المجاملات الحسنة في الأعياد والأفراح والمناسبات بين المسلمين وغيرهم؛ لما في ذلك من إرساء روابط التآخي والتآلف، وبث روح الوطنية والتكاتف.