"الإصابة قتلتني".. هكذا اعترف نجم كرة القدم البرازيلي الشهير نيمار دا سيلفا مهاجم باريس سان جيرمان الفرنسي في مقابلة صحفية قبل أيام بأن كثرة الإصابات أفسدت مسيرته الكروية.
وإذا كانت الإصابات طاردت نيمار كثيرا في الأعوام القليلة الماضية فإنها حقا حاصرته في العام الحالي بل إنها مع الجدل الهائل الذي ثار حول مستقبله مع الفريق الباريسي حرما نيمار من أي بصمة في عام 2019 الذي يدنو من نهايته.
ورغم الارتباطات العديدة للاعب مع باريس سان جيرمان والمنتخب البرازيلي في العام الحالي ، خرج اللاعب من هذا العام بضجيج هائل لكن دون بصمة حقيقية وهو ما تثبته إحصائيات اللاعب بشكل عام.
الإصابات توقف مسيرته الكروية
وحاصرت لعنة الإصابات نيمار خلال العام الحالي لتكون حلقة جديدة في مسلسل الإصابات العديدة التي تعرض لها اللاعب خلال مسيرته الكروية خاصة بعد رحيله عن صفوف برشلونة الإسباني إلى فريقه الحالي باريس سان جيرمان.
ولكن ثلاث إصابات تعرض لها اللاعب في العام الحالي أبعدته في مجملها عن الملاعب لنحو ثمانية أشهر من بينها فترة الراحة بين الموسم الماضي والحالي.
وكانت البداية في 24 ديسمبر الماضي والتي أبعدته عن الملاعب 85 يوما ليعود في أبريل 2019 بعدما غاب عن 18 مباراة مع ناديه بخلاف غياباته عن صفوف المنتخب البرازيلي وإن كانت المباريات في هذه الفترة مع راقصي السامبا كلها ودية.
ولدى عودته للمشاركة في المباريات مع نهاية الموسم وبدأ الاستعداد للمشاركة مع منتخب بلاده في كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) التي استضافتها البرازيل منتصف العام الحالي، تعرض اللاعب للإصابة مجددا في 7 يونيو الماضي قبل أيام على انطلاق فعاليات كوبا أمريكا ليغيب عن صفوف فريقه في هذه البطولة إضافة لغيابه عن صفوف سان جيرمان في مباراة واحدة حيث عاد اللاعب في أغسطس الماضي.
ولكن الطاقم التدريبي لفريق سان جيرمان أصر على أن يحصل اللاعب على فرصة أفضل للتعافي والتأهيل ليغيب مجددا حتى 6 سبتمبر الماضي ويفتقد الفريق الباريسي جهوده لأربع مباريات أخرى.
وعاد اللاعب في 6 سبتمبر الماضي لكنه سرعان ما تعرض للإصابة مجددا في 13 أكتوبر الماضي وغاب عن الملاعب لخمسة أسابيع حتى عاد في 20 نوفمبر الماضي بعدما افتقد الفريق جهوده في ست مباريات أخرى.
وكانت هذه هي فترة الغياب الرابعة عشرة لنيمار عن صفوف سان جيرمان منذ انتقل إليه في صيف 2017 قادما من برشلونة بعد دفع الشرط الجزائي الذي جعله اللاعب الأعلى قيمة في تاريخ انتقالات اللاعبين.
ومع الغيابات العديدة عن صفوف سان جيرمان، الذي يقضي معه حاليا الموسم الثالث ، تضاءلت بصمة نيمار كثيرا مع الفريق عما كان متوقعا له عندما ترك برشلونة إلى الفريق الباريسي.
واقتصرت إنجازات اللاعب مع الفريق الباريسي على الألقاب المحلية بينما استمرت إخفاقات باريس سان جيرمان بدوري أبطال أوروبا في الموسمين الماضيين.
ولكن العام الحالي شهد أسوأ نتائج لنيمار في مسيرته الاحترافية حتى الآن كما كان العام الأقل له على مستوى مشاركاته مع السامبا منذ التحاقه بالمنتخب البرازيلي في 2010 حيث خاض اللاعب مع منتخب بلاده خمس مباريات فقط في 2019 كانت جميعها ودية وسجل خلالها هدفا واحدا.
وعلى مستوى مسيرته مع سان جيرمان، خاض نيمار حفنة هزيلة من المباريات وكان سجله التهديفي في أضعف حالاته.
ورغم هذا ، كان وجود نيمار في عناوين الأنباء وفي وسائل الإعلام خلال 2019 أكثر كثيرا من وجوده في الملعب بسبب الضجة التي أثيرت مرارا حول مستقبله مع الفريق الباريسي وما إذا كان اللاعب في طريقه للعودة إلى برشلونة أو الانتقال لفريق آخر مثل ريال مدريد الإسباني.
وتصدر نيمار عناوين الصحف بسبب أعماله خارج الملعب بدلا من داخله. وبعد أسابيع من التكهنات بشأن انتقاله من سان جيرمان ، ما زال النجم البرازيلي لاعبا في فريقه الفرنسي.
اتهامه باغتصاب عارضة أزياء
كما دافع اللاعب عن نفسه ضد ادعاءات الاغتصاب كما حصل على دور كضيف شرف في مسلسل تابع لشبكة "نتفليكس".
وأظهر نيمار موهبته أمام الكاميرات بشكل مختلف، حيث حصل على دور مؤخرا في مسلسل "موني هايست" (سرقة المال) ، كاشفا عن نفسه كشخص خلف قناع.
وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي :" بإمكاني تحقيق حلمي وأن أكون جزء من مسلسلي المفضل".
وبعد أسابيع من التكهنات ، والشائعات والمفاوضات، تم حسم مستقبله الاحترافي، على الأقل في كرة القدم. وأراد نيمار العودة لبرشلونة ولكن بدلا من ذلك سيظل مع باريس سان جيرمان على الأقل لبقية هذا الموسم.
طلبات الفريق الفرنسي في الصفقة المحتملة كانت مرتفعة للغاية بالنسبة للعملاق الإسباني بغض النظر عما يفضله نيمار.
وقضائيا، لا يخشى نيمار من شيء بعدما أسقطت النيابة تحقيقا أشعلته عارضة أزياء برازيلية ادعت أن نيمار اغتصبها في فندق في باريس. وذكرت النيابة أنه تم إسقاط التحقيق بسبب قلة الأدلة.
وربما يغلق ملف رحيل نيمار عن صفوف سان جيرمان نهائيا في ظل تأزم الموقف بينه وبين ناديه السابق برشلونة بسبب المناوشات القضائية من اللاعب ضد النادي الكتالوني من ناحية إضافة إلى أن اتجاه الريال حاليا أصبح صوب الفرنسي كيليان مبابي مهاجم سان جيرمان أكثر من اهتمامه بضم نيمار.
ويظل الشيء الأكثر تأكيدا هو أن عام 2019 يمثل عاما للنسيان بالنسبة لنيمار الذي لم يقدم فيه ما يستحق ذكره داخل المستطيل الأخضر سواء مع سان جيرمان أو مع المنتخب البرازيلي.