في الأونة الأخيرة زاد الحديث عن أهمية المحاصيل الزيتية وكيفية تحقيق الاكتفاء الذاتي منها والوصول إلى العالمية وفتح أبواب التصدير والتسويق، نظرًا لما تمثله من ثروة قومية عملاقة للاقتصاد الوطني، كما أنها لها أهمية كبير في الاستخدام اليومي والصحي للمواطن.
في السياق ذاته، تحدث الدكتور محمد الننى، أستاذ المحاصيل الزيتية عن إن استخراجها من البذور يكون بنسب مختلفة بين النباتات، فعلى سبيل المثال زيت دوار الشمس يستخرج بنسبة 45% بينما الفول الصويا بنسبة 15 إلى 20%، وتتميز الزيوت بحصولها على عدد من الفيتامينات الهامة لصحة الإنسان " A، D، E، K"، ولا يمكن استخراجها من الطبيعة.
وأشار إلى أن الزيوت عندما تندمج مع الخضروات في معدة الإنسان تعمل على إعطاء نوع أخر من الزيوت يساعد على الهضم مما يوفر احتياجاته من الفيتامينات والشعور بالشبع، موضحًا أنه تستخدم المحاصيل الزيتية كوقود بالإضافة إلى أنها تدخل في الصناعات الدوائية.
وقال "الننى": "مصر تستورد حوالى 96% من الزيوت، منقسمة بين بذور وزيوت معصورة ويتم إعادة تعبئتها ونزولها في الأسواق بعد تحديدها كيميائيًا من وزارة الصحة".
وأعرب عن أسفه لقلة إنتاجية مصر التى تصل إلى 4% من الاستهلاك، نظرًا لأن الفلاحين يعزفون عن زراعتها بسبب قلة المكسب منها والخلافات بين المصانع والفلاحين على السعر، مؤكدًا إلى أنها عملية مترابطة وتحتاج إلى تكاتف الجميع وعلى رأسها الحكومة بتوفير القرارات واستحداث الماكينات.
وشدد على أهمية وضع سياسة زراعية تحدد الأماكن المناسبة لزراعة المحاصيل الزيتية بما لايضر المحاصيل الأخري ودراسة الأراضى الزراعية والصحراوية واحتياجات كلا منهم للزراعة.
وأشاد بمقترحات المتخصصين في مركز البحوث بضرورة تحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الزيتية من خلال عودة الدورة الزراعية، فتساعد على تنوع المحاصيل وتحدد الزراعة للفلاحين بما يضمن زيادة الانتاجية ومعالجة الأراضي من الحشرات، بدلًا من البحث على المكسب على حساب جودة الأرض وإجهادها وفشل المنظومة الزراعية في النهاية.
واختتم حديثه بدورة توفير البذور وإجبار الفلاحين على الالتزام بالدورة الزراعية بضمان زراعة المحاصيل الزيتية في الصيف والشتاء، وتوفير أسعار مناسبة لهم حتى لا يعزفون عن زراعتها، فتزيد الإنتاجية وتقل الفجوة من الاستيراد بنسبة كبيرة.