من داخل مراكز الاقتراع بإسرائيل.. ماذا قال ناخبو "الليكود" عن نتنياهو و"سار"؟.. أحد مؤيدي "بيبي": فعل ما لم يستطع أحد فعله.. وأنصار "جدعون": هناك حاجة إلى قيادة جديدة

يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم، تهديدًا خطيرًا بشأن مستقبله في زعامة الحكومة، حيث يصوت أعضاء حزبه "الليكود" في انتخابات الحزب الداخلية لتحديد من سيقودهم في انتخابات الكنيست الثالثة وغير المسبوقة المزمع إجراؤها في مارس المقبل، وذلك رغم توقعات بتفوق "نتنياهو" عن منافسه "جدعون ساعر" الذي يعد الناخبين بإخراج البلاد من حالة الجمود السياسي، وبتبني موقف أكثر تحفظًا، رغم كونه شهيرا بمواقفه الأكثر تشددا تجاه الفلسطينيين، فهل يفجر "سار" مفاجأة ويطيح بالرجل الذي احتقر المنصب لقرابة العقدين، أم أن الأمر محسوما للزعيم اليميني الذي يحظى بشعبية رهيبة بين أنصار حزبه؟.

وبدأ نحو 116 ألف عضو مسجل في حزب "الليكود" اليميني الحاكم، اليوم، عملية اقتراع لانتخاب زعيم لهم وذلك للمرة الأولى منذ 14 عاما. وأفادت هيئة البث الرسمية الإسرائيلية بأنه "سيتمكن 116 ألف و48 من نشطاء الحزب من التصويت في 106 مراكز في جميع أنحاء إسرائيل، وسينتهي التصويت في الساعة 23:00 بتوقيت القدس، وستعلن النتائج النهائية صباح الجمعة".

وأشارت الهيئة إلى أن "رئيس الحكومة والحزب، نتنياهو، يتمتع بدعم أوسع من نشطاء الحزب، ولكن يخشى مقربيه من انخفاض نسبة التصويت، بسبب سوء الأحوال الجوية، ما سيصب في مصلحة ساعر".

وتكمن أهمية هذه الانتخابات، بأن رئيس حزب "الليكود" سيكون أوفر المرشحين حظا لتولي رئاسة الحكومة الإسرائيلية، في الانتخابات العامة للكنيست، التي ستجري في 2 مارس، من العام المقبل.

ودعا "نتنياهو" أعضاء حزب "الليكود" للتصويت له؛ وفي مقطع له نشره عبر حسابه على موقع "تويتر" قال: "إخواني وأخواتي في حزب (الليكود) يحاولون التأثير عليكم للبقاء في منازلكم، اخرجوا وصوتوا لي لرئاسة الحزب، لسنوات كنت أعمل لخدمتكم من أجل دولتنا الحبيبة، أطلب دعمكم الآن. اخرجوا وصوتوا لي لتكون أصواتكم إجابة ساحقة لليسار ووسائل إعلامه".

من جهته، قال جدعون ساعر "هذا اليوم هو يوم مصيري لليكود والدولة، اليوم نحن بقوتنا قادرون على التغيير وجلب أمل جديد لمواطني إسرائيل. ولضمان استمرار حكم المعسكر الوطني والنصر من خلاله، أطلب ثقتكم وصوتكم".

من جانبه، قال وزير العدل الإسرائيلي، أمير أوحانا، أثناء وصوله إلى صناديق الاقتراع، إن "النتيجة ستكون حاسمة تجاه نتنياهو، أتوقع أن يكون نتنياهو رئيسا للوزراء. وإذا لم يكن الأمر كذلك، ستكون خسارة كبيرة لدولة إسرائيل".

ويُعتبر "الليكود" من أشد الأحزاب الإسرائيلية إخلاصا وولاء لزعيمه على مر التاريخ، وخصوصا الزعيم الحالي نتنياهو، الذي يحظى بدعم مُطلق من أعضاء الحزب وقياداته، ما جعل خروج "ساعر" عن هذا النهج، مشهدا غريبا و استثنائيا. ودفع "ساعر" ضريبة تحديه لنتنياهو وغنائه خارج السرب، حيث تعرض لهجوم كاسح من قبل قادة الحزب و نشطائه.

"فعل ما لم يستطع أحد فعله"

وفي مركز اقتراع بوسط القدس، قال تومي ليفي، سائق سيارة أجرة يبلغ من العمر 67 عامًا، وكان عضوًا في حزب الليكود منذ 40 عامًا، لصحيفة "الجارديان" البريطانية، إنه سيصوت لصالح "بيبي"، وهو لقب اشتهر به رئيس الوزراء الإسرائيلي.

وأضاف "لقد فعل بيبي أشياء لأعضاء الليكود لم يستطع أحد فعلها"، وذلك في إشارة إلى قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس.

وبحسب "الجارديان"، أقيمت خيمتان خارج مركز الاقتراع المذكور، إحداها كانت لنتنياهو، حيث كان أنصاره يوزعون القمصان والملصقات وحتى المظلات على العديد من المؤيدين. بجانبها، كانت هناك خيمة أكثر هدوءًا تحتوي على منشورات لـ"سار".

اعترف يارون روشين، 68 عاماً، وهو من داعمي "سار"، بأن معظم الأشخاص الذين توافدوا صباح اليوم على مركز الاقتراع كانوا من أنصار نتنياهو. وقال: "آمل أن يأتي المزيد من أنصار سار، وإن لم يكن هنا، ففي أنحاء أخرى من البلاد".

إنهاء الجمود السياسي

وركز "سار"، وهو محام وصحفي سابق شغل العديد من المناصب الحكومية العليا، خلال حملته على الوعد بإنهاء الجمود السياسي الذي غمر إسرائيل.

وكان "سار"، الذي كان شديد الحماس مقارنةً بأسلوب "نتنياهو" الأكثر حيوية ونشاطاً من الناحية الإعلامية، يأمل في إقناع الناخبين بالحنين لرجل دولة أكثر تحفظًا، حتى لو كان موقفه من الفلسطينيين أكثر تشددًا وقومية. وفقا للصحيفة البريطانية.

وفي الوقت الذي ركز خصوم "نتنياهو" خارج حزبه على تهم الرشوة والاحتيال الموجهة لرئيس الوزراء المنتهية ولايته، إلا أن "سار" تجاهل ذلك خلال حملته الانتخابية.

قال روتشين، الداعم لـ سار، إنه بالرغم من أنه يدعم سار، إلا أنه "لم يكن ضد بيبي" ولم يصدق التهم الموجهة ضده. ولكن كانت هناك حاجة إلى قيادة جديدة بعد "انتصار النظام القضائي على بيبي".

وكافح نتنياهو- أطول رؤساء الوزراء في المنصب- هذا العام لتمديد فترة رئاسته التي استمرت 10 سنوات في منصبه الرفيع بعد أن أسفرت جولتين انتخابيتين عن نتائج مشوشة لم يتمكن خلالها أي من الأحزاب من تشكيل ائتلاف حاكم. وتُظهر استطلاعات الرأي أن الانتخابات الثالثة، المقرر إجراؤها في 2 مارس المقبل، قد تسفر عن نفس النتيجة.

وفي مركز اقتراع بالقدس، قال ديفيد أسلم، أحد نواب الليكود، لـ"الجارديان"، إنه صوت لصالح نتنياهو. وعلى الرغم من أنه يحترم محاولة "سار" للقيادة، إلا أنه قال إن الأزمة السياسية والتهديدات المحتملة خلال عقد من الزمن لحكومة الليكود تعني أن على الأعضاء بدلاً من ذلك الالتفاف حول زعيمهم، مضيفا "هذه ليست اللحظة المناسبة".

بدوره، تحدث "نتنياهو" مرارا عن براعته الدولية، خاصة مع قادة يمينيين آخرين مثل "ترامب"، فضلا عن سياساته الأمنية. ومع ذلك، فقد صوَّره العديد من معارضيه السياسيين بأنه غير حاسم ضد نشطاء غزة؛ فقد هرب "نتنياهو"، مساء أمس الأربعاء، خلال إلقائه كلمة في إطار حملته الانتخابية في مدينة عسقلان الجنوبية بعد إطلاق صاروخ من قطاع غزة.

وكانت هذه هي المرة الثانية التي يضطر فيها هذا العام إلى اللجوء إلى مثل هذا التصرف الذي حاول منافسيه استخدامه كمثال على سياساته الأمنية الفاشلة؛ فقال منافسه الوسطي "بيني جانتس"، في بيان، إن "هذا الوضع الذي يعيش فيه المواطنون الإسرائيليون تحت رحمة الإرهابيين وعدم قدرة رئيس الوزراء الإسرائيلي على التجول في أجزاء من بلاده، بمثابة وصمة عار على السياسة الأمنية في الجنوب".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً