لم تجد ياسمين بُدًا من العجز المرضى فى حياتها، ما بين الإصابة بالسرطان فى طفولتها إلى فقدان البصر فى ريعان شبابها، غير أن هذا العجز لم يجد مفرًا أمام بصيرة ياسمين وتمسكها بالأمل فى تحقيق حلمها، فقررت ابنة مدينة المنصورة، التى فقدت أهم نِعم الحواس منذ طفولتها، أن تصنع لنفسها أكثر من مجال للعمل به، دون طلب مساعدة من أحد، على الرغم من الصعوبات الكثيرة التي واجهتها، فلم تكن هذه الصعوبات فى صنع موهبة فحسب، بل تمكنت أيضا من التغلب على مرض السرطان وهى صغيرة، ونجحت بإرادتها فى القضاء عليه بالعلاج اللازم، لينتهى الأمر بإصابتها بفقدان بصرها.
فتاة حاربت السرطان بالعمل
تمكنت ياسمين فؤاد، صاحبة الـ28 عامًا، من تعلم صناعة الإكسسوارات الحريمى بيدها بالرغم من فقدانها لبصرها، إلا أنها أصبحت من أفضل السيدات فى صناعتها اليدوية، والتى يُقبل عليها المئات من فتيات المنصورة والقرى المجاورة.
لم يقف حلم "ياسمين" على تعلم حرفة من أصعب الحرف على المبصرين فما بالك بمن فقدها، غير أنها واصلت طموحها وتعلمت عزف الموسيقى بأناملها، بل أتقنتها، وتقوم بعزفها يوميا بعد الانتهاء من عملها.
مشغولات يدوية
تقول ياسمين: "قابلت الكثير من الصعوبات فكرة إننى لم أتمكن من رؤية الأشياء شيء صعب للغاية، ولكننى قررت الاعتماد على النفس، وقررت العمل، فتعلمت صناعة الإكسسوارات واحترفت فيها، واتجهت إلى جهاز تنمية المشروعات من أجل أخذ قرض لتكبير المشروع وبالفعل نجحت فى ذلك".
فتاة حاربت السرطان بالعمل
وأضافت: "العمل فى مجال المشغولات اليدوية صعب جدًا، خاصة أنه يعتمد على الرؤية، ولكنى تعلمتها بالإحساس، وعملت من منزلى ثم أقوم بعرض منتجاتى على فيس بوك".
وتابعت:"أتمنى فى الفترة القادمة تكبير المشروع لأكون صاحبة أكبر ورشة صغيرة لصناعة الإكسسوارات الحريمى، وأتمنى أن يكون لى أكثر من ورشة على مستوى المحافظات".