يقول المولى عز وجل في سورة التوبة : فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد ۚ فإن تابوا وأقاموا الصلاة واتوا الزكاة فخلوا سبيلهم ۚ إن الله غفور رحيم، وهذه الآية هى التي تعتمد عليها التيارات الإرهابية في الزعم بأن الجهاد هو أمر حتمي يقوم به المسلمون طوال الوقت وأن المسلمين مأمورون طوال الوقت بحرب غير المسلمين حتي يذعن غير المسلمين للإسلام ويعلنوا إسلامهم وهنا فقط يتوقف الجهاد . وهى الآية التي أطلق عليها البعض اسم آية السيف لأنها تعنى أن الجهاد وقتال غير المسلمين يجب أن يكون مستمرا حتي يسلم كل من يعيش على سطح الأرض وأن ينخرط المسلمون في حرب غير المسلمين للأبد.
اقرأ ايضا .. هل التعايش بين المسلمين وبين غيرهم يهدد هويتهم الدينية .. اعرف رأى الإفتاء
الآية السابقة التي تعتمد عليها التيارات الجهادية هى الآية الخامسة في سورة التوبة، ولكن من المفارقات أن أصحاب الدعاوي الجهادية يتوقفون عند الآية الخامسة ولا يقرآون أو يستدلون بالآية السادسة التي تلت هذه الآية مباشرة في نفس السورة وفيها يقول المولى سبحانه وتعالى : وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون، والآية هنا واضحة بأن الأمر من الله سبحانه وتعالى يأمر المسلمين بأن يسمعوا غيرهم من غير المسلمين كلام الله ، وبعد أن يسمع هؤلاء كلام الله فإن علي المسلمين أن يبلغوا غير المسلمين مأمنهم بدون اشتراط الإيمان أو الدخول في الإسلام، وهنا يذهب جمهور من مفسري القرآن الكريم إلى أن الآية السادسة من سورة التوبة نسخت الآية الخامسة وأن في تتابع الايتين دليل على تتابع الإثبات ثم النسخ مع العلم بأن آيات القرآن الكريم نزلت مفرقة بدون تتابع بينها، كما ذهب جمهور من المفسرين إلى أنه بموجب هذه الآية فقد شرعالقتال في الإسلام لتأمين الدعاة إليه، ولضمان الحرية التي تكفل لهم إبلاغ دعوته، ودرء الشبه عن عقيدته، بالمنطق السليم، والحجة المقنعة.