"الكريسماس".. شجرة مصرية ابتدعها الفراعنة لـ"قيامة أوزير".. واحتفلوا بها فى 24 ديسمبر

شجرة الكريسماس أو شجرة الحياة هكذا أطلق عليها الفراعنة، يحتفي بها الجميع مع بداية كل عام ميلادي جديد، ويلتقطون معها وجانبها الصور التذكارية التي تدل على بداية أعياد الكريسماس، ويرجع أصلها إلى شجرة أوزوريس في التاربخ المصري القديم.

شجرة الكريسماس

أوضح فارس الشيمي مفتش آثار مصرية، أنه للأسف كل المصريين وبلاد الشرق تجري وتلهث وراء الغرب لتأخذ كل عاداتهم وتعيش مع أعيادهم وهم يجهلونها ولا يعرفون مصدرها كـ"تقليد أعمى لعالم يفقد ثقافة وتاريخ بلدة".

شجـــرة الكريسماس أصلها مصـري فرعوني

وقال الشيمي، إنه في منتصف شهر كيهك من كل سنة كان المصريون القدماء يحتفلون بقيامة "أوزير" وعودته للحياة في شكل شجرة تزرع وسط ميدان الاحتفال لتكون محور التقاء وملاذ الحائرين.

وأشار مفتش الآثار المصرية، إلى أن المصريين آمنوا أن "أوزير" هو القوة التى تمدهم بالحياة وتعطيهم القوت فى هذه الدنيا، وأنه هو الأرض السوداء التي تخرج الحياة المخضرة، فرسموه وقد خرجت سنابل الحبوب تنبت من جسده، كما رمزوا للحياة المتجددة بشجرة خضراء، وكانوا يقيمون فى كل عام حفلا كبيرا ينصبون فيه شجرة يزرعونها ويزينونها بالحلى كما يفعل الناس اليوم بشجرة الميلاد)، حيث جـاء في أسطورة (ازيس واوزوريس) أن "ست" بعد أن قتل أخاه أوزير، ألقى تابوته فى النيل، وجرفه التيار إلى سواحل البحر المتوسط، ثم إلى سواحل لبنان إلى مدينة تسمى بيبلوس، وهناك ظل التابوت ملقى على الأرض لفترة الى أن غطته التربة ونمت فوقه شجر "أثل" ومع الوقت ابتلعت الشجرة تابوت أوزير، وأصبح حبيسا داخل جذع الشجرة، هذا الجذع الذى حبس فيه تابوت أوزير هو الرمز الذى تحول بعد ذلك إلى عامود الجد.

وأضاف أن ايزيس وهي في رحلتها للبحث عن جثة وتابوت زوجها تتبعت النهر الذي أوصلتها مياهه بمياه البحر المتوسط حتى شواطئ لبنان (بيبلوس) فوجدت جثة زوجها قد احتوتها شجرة "الطرفاء" الكبيرة بأوراقها الضخمة، وأن الملكة قد أعجبتها الشجرة فأمرت بقطعها واحضارها لتزيين القصر، فاحتالت عليها ايزيس باظهرا مواهبها ك "ويريت – حكاو" حتى عادت بجثة زوجها الى مصر داخل الشجرة، فعاد معها الخير ونبتت المزروعات التى كانت جافة و أزهرت الورود الذابله .

اقرأ أيضًا.. "مركب الملك خوفو وأول ميدان مسلة معلق".. المتحف الكبير يتعاون مع "جينيس" لتسجيل أهم القطع الأثرية التي ستُرى للمرة الأولى

شهر الاحتفالات كيهك

تشير قوائم الأعياد فى معبد الملك رمسيس الثالث بمدينة هابو إلى أن الاحتفالات بـ "أوزير الشجرة" كانت تتم فى يوم 15 من شهر كيهك وهو الشهر الرابع من فصل الفيضان "آخت" (ويوافق هذا اليوم الرابع والعشرين من شهر ديسمبر) – وذلك حسب القوائم التي ترجمها وأعدها العالم الألمانى شوت سيجفريد.

عيد شجرة أوزير

فى كل عام كان المصريون يحتفلون فى أبيدوس بعيد شجرة "أوزير" أمام معبده، فيأتون بأكثر الأشجار اخضرارا لنصبها وزرعها فى وسط الميدان الذى يكتظ بالرجال والنساء والأطفال والشباب وانتظارا للهدايا والعطايا، حيث يتلقى الكتبه طلباتهم وأمنياتهم ويسجلونها على الشقافات، والبرديات ويضعونها تحت قدمى "أوزير الشجرة" فيحققها لهم كهنة المعبد قدر الامكان .

فى كتاب (فجر الضمير) يقول عالم المصريات "جيمس هنرى بريستد" معلقا على رواية عودة ايزيس بالشجرة التى احتوت جثمان أوزير (عاد هذا الرب الى الحياة التي تنبعث ثانية بعد الموت، شجرة خضراء، ونشأ عن ذلك الحادث عيد جميل يقام كل سنة تذكرة لتلك المناسبة وذلك برفع شجرة مقتلعة وغرسها فى الأرض فى محفل عظيم، وكانت تجمل، وتلك الشجرة هي التي انحدرت الينا فى صورة العيد الذي لا نزال نقيمه ونزينه بالابتهاج والرقص) .

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
غزيرة تؤدي لـ تجمعات المياه.. التنمية المحلية تحذر من سقوط الأمطار على المحافظات