شهدت قرية بحر البقر، التابعة لمركز الحسينية، بمحافظة الشرقية، كارثة ومشهد مأسوي، وهي ري الأراضي الزراعية، من مياه مصرف بحر البقر، فضلًا عن وجود الروائح الكريهة المميتة وانتشار الحشرات الضارة، الأمر الذي أصبح يهدد حياة المواطنين وأساس كل المشكلات التي يعاني منها المواطن.
ومصرف بحر البقر، يمتد من القاهرة مرورًا بثلاث محافظات، القلييوبية والإسماعيلية، والشرقية، ويصب في بحيرة المنزلة بالدقهلية، وخصص للصرف الزراعي، ولكنه أصبح للصرف الصحي، والزراعي معًا.
مصرف بحر البقر بالشرقية
ويمر مصرف بحر البقر، داخل محافظة الشرقية، حيث يبلغ طول المصرف داخل المحافظة «100» كيلو متر تقريبًا، بداية من مدينة الزقازيق ومدينة فاقوس ومدينة أبو حماد ومدينة بلبيس ومركز الحسينية.
وليس قري مركز الحسينية، فقط الواقع عليها الضرر من هذا المصرف، بل غالبية المراكز الموجودة بمحافظة الشرقية حيث يمر مصرف بحر البقر في الاتجاه الشمالي الشرقي للمحافظة.
وقال مجدي البقري، أحد الأهالي، إن مصرف بحر البقر، حياة لآلاف وملايين الأسر، لكنه موت بطئ، مضيفًا أن 90 % من مستخدمى بحر البقر شمال الشرقية، مصابين بالفيروس والأورام السرطانية وغيرها، وخاصة، منطقة بحر البقر حتى ترعة السلام، ثعبان ينهش في أكبادهم.
مصرف بحر البقر بالشرقيةوأضاف «البقري»، أن مصرف بحر البقر، أصبح المصدر الأساسي لرى أكثر من نصف مليون فدان على مياه المصرف، المكون من خليط من الصرفين الصحى والزراعى، دون أن تمر بأى مرحلة معالجة.
الشيخ عبدالرؤف عبدالوهاب، التقط طرف الحديث منه، قائلًا: «ليس لمحافظة الشرقية، أي حلول علي أرض الواقع لمشكلة مصرف بحر البقر»، مضيفًا أنه لا يوجد أي توعية للمزارعين، من استخدام مصرف بحر البقر، والمحافظة لم تعرض من الأساس أنه مصدر للخطر، وبناءً عليه لا توجد توعية للمواطنين، ورغم ذلك يتم ري جميع المحاصيل الزراعية، سواء الخضار أو الفاكهة ومنها ما يتم تصديره للخارج، متابعًا: «إحنا بنطالب المحافظة بتوفير بديل أولًا لري منطقة بحر البقر، أو معالجة مياه المصرف وتنقيته حتي يكون صالحًا للاستخدام الآمن».
«مفيش أي حاجة بتتغير كله محلك سر، الفلاح ده أغلب خلق الله ولا حد بيسأل فيه، ولا في توعية لينا» هكذا تحدث إبراهيم محمد المرسي، أحد المزارعين، مضيفًا: «كلنا مصابين بالأمراض لأننا عايشين في البحر، ومحاوطين بيه من كل جانب، ونناشد المحافظ بأن ينظر للغلابة، والفلاح لأنه مش واخد أبسط حقوقه».
وأضاف: «المحاصيل اللي بنرويها من مصرف بحر البقر، القمح، والأرز، والبنجر، والذرة، والبرسيم كل المحاصيل، ملناش مصدر تانى وربنا يسترها علينا، بنروى الأرض كل مرة واحنا خايفين من الأمراض ربك اللي بيسترها»، مناشدًا المسؤولين بإنشاء محطات تنقية للمخلفات الصلبة أو العناصر الضارة لتصلح الزراعة، مضيفًا أن الحلول كثيرة ولكن إذا توافرت الإرادة من جانب المسؤولين للتحرك لإنقاذ المواطن قبل فوات الأوان.
وقد حاولت «أهل مصر» التواصل تليفونيًا عدة مرات مع المتحدث الإعلامي لمحافظة الشرقية، لكنه لم يستجب.