علي جمعة: 4 أفعال تفتح لك أبواب طريقك إلى الله

علي جمعة
كتب : أهل مصر

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، إن المسلم يستطيع أن يبدأ كل يوم عامًا جديدًا.

ونوّه أن الشرع يدعوا إلى التجديد فيقول رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «جَدِّدُوا إِيْمَانَكُمْ»، قِيل: يَا رَسُولَ اللهِ وَكَيْفَ نُجَدِّدُ إِيمَانَنَا؟ قَال: «أَكْثِرُوا مِنْ قَوْلِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ» (رواه أحمد).

وأضاف أن أهل الله من المسلمين أرشدونا في طريق سلوكهم إلى رب العالمين إلى برنامج، ويتمثل ذلك في أربعة عناصر وهي: قلة الطعام، وقلة الكلام، وقلة المنام، وقلة الأنام.

أولا: قلة الطعام

فالنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «حسبُ ابن آدم لقيمات يُقِمْنَ صُلْبَه» (الترمذي)، وكان -صلى الله عليه وسلم- يصوم يومي الاثنين والخميس، وكان يصوم ثلاثة أيام من وسط الشهر؛ الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، وكان يصوم يوم عاشوراء وهو العاشر من المحرم، وكان يصوم الست من الشوال، ويصوم الأيام التسع الأوائل من ذي الحجة، وفي بعض الأحيان كان يصوم السبت والأحد، وفي بعض الأحيان كان يصوم شهر المحرم كله أو شهر شعبان كله كما ورد في الحديث، ومن جمع بين هذه الصوائم كلها وجد وكأنه يصوم نصف السنة خلا رمضان، وكان يقول: «أَعْدَلُ الصِّيَامِ عِنْدَ اللهِ هُوَ صِيَامُ دَاوُدَ؛ كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا» (البخاري).

ثانيًا: قلة الكلام

فقد نهانا الله سبحانه وتعالى عن كثرة الكلام فنهانا عن اللغو، قال تعالى: «وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ» وقال: «وَالَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا»، وفي حديث معاذ وهو يسأل للنبي -صلى الله عليه وسلم-: وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ قَالَ: «وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى وُجُوهِهِمْ فِى النَّارِ إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ!» (الترمذي)، وكان يقول: «إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ قَدْ أُعْطِيَ زُهْدًا فِي الدُّنْيَا، وَقِلَّةَ مَنْطِقٍ، فَاقْتَرِبُوا مِنْهُ فَإِنَّهُ يُلَقَّى الْحِكْمَةَ» (ابن ماجه)، ومدح الله سبحانه وتعالى هذا الصنف من الناس، فقال: «وَمَن يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ» وكان -صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَنْ يَضْمَن لِي ما بين رجليه وما بين لَحْيَيه (أي فكَّيْه) أَضْمَن له الجنة» (البخاري). ولو أن الناس وضعوا هذا في برنامجهم اليومي لتغير وجه الاجتماع البشري من الصدام إلى الوفاق ومن القسوة إلى الرحمة ومن العنف إلى الود.

اقرأ أيضا.. الإفتاء: مجالسة شاربي الخمور ليلة رأس السنة حرام شرعا

ثالثًا: قلة المنام

فهي علامة على كثرة العمل، ونراها في الإرشادات الإلهية، حيث يقول لنبيه: «قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلًا نِّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ القُرْآنَ تَرْتِيلًا» وفي مثل قوله: «وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مُّحْمُودًا» وفي مثل قوله -صلى الله عليه وسلم-: «أفَلاَ أكُونُ عَبْدًا شَكُورًا!» (البخاري)، وتدريب الجسد على قلة المنام أمر يحتاج إلى أناة وصبر ومعالجة بالحكمة حتى لا يصاب الإنسان بأي ضرر؛ فإن الْمُنْبَتَّ لا أرضًا قطع ولا ظهرًا أبقى.

رابعًا: قلة الأنام

فنُظِّمَتْ في الدين بالاعتكاف، قال تعالى مخاطبًا إبراهيم وإسماعيل: «أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ»، ثم أيد الإسلام ذلك فكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعتكف العشر الأواخر من رمضان، وجاءه الوحي وهو معتكف في غار حراء حيث كان يتعبد الليالي ذواتِ العدد بعيدًا عن الناس، وهذا يتيح للإنسان فرصة لمراجعة النفس والتأمل في كيفية الخروج من العيوب وأخذ قرارات لتعديل السلوك وتغييره.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً