يثير إقدام بعض الناس على الذبح عند قبور الأولياء في مناسبات الاحتفال بالموالد بعض الحرج الشرعي. وتذهب بعض الفتاوي المتطرفة إلى أن الذبح عند قبور الأولياء يحرم شرعا بزعم أنه ذبح مقدم لغير الله تعالى. وفي نفس الوقت يتمسك أصحاب الذبائح التي تذبح عند قبور الأولياء بأن النية في العمل هو تقديم الصدقات من لحوم هذه الذبائح للفقراء الذين يتجمعون عند قبور الأولياء أو في المواليد وأن العمل محله النية وأن نيتهم هى التقرب لله تعالى بدون أن يخالجهم أى التباس في النية بالشرك بالله تعالى أو تقديم الذبائح للأولياء دون الله سبحانه وتعالى، فهل يجوز الذبح عند قبور الأولياء؟ وهل الذبح عند قبور الأولياء يلتبسه بعض مظاهر الشرك الخفي؟ وما هو رأى الإفتاء حول هذه القضية الشائكة؟
حول هذه الأسئلة تقول دار الإفتاء المصرية أن الذبح عند قبور الصالحين بقصد التقرب إلى الله عز وجل والتصدق باللحم عن الولي الصالح جائز شرعًا ولا حرج فيه، بل هو من أعمال البر المأمور بها. واستشهدت دار الإفتاء المصرية بما ورد في حاشية العلامة البجيريمي من أنه من ذبح للكعبة تعظيما لها لكونها بيت الله الحرام أو لإرضاء ساخط أو عند مقام ولى فلا يكفر ولا يحرم و لايكره .
كما استشهدت دار الإفتاء المصرية بما ذهب له العلامة الكبري أبو بكر بن محمد شطا بأنه إذا كان قصد بذلك التقرب إلى الله تعالى ثم التصدق بلحمه عن أحد الأولياء فإنه لا يضر طالما أن القصد من ذلك المحبة دون تعظيم الولى أو عبادته