واقعة مأساوية استغربها الجميع ولم تكن متوقعة، من قبل زوجين لم تحدث بينهما أي خلافات من قبل تستدعي الوصول إلى أن ينهي الزوج حياة زوجته بـ27 طعنة بسكينة المطبخ، تلك الواقعة التي شهدها مركز نقادة، المعروف بالمكان الهادئ، الذي لا تكثر به الجريمة، في جنوب محافظة قنا.
منذ أيام والشوارع هادئة، وعائلة الزوجين في القاهرة، لحضور المولد، قام الزوج بإعطاء ابنته الكبرى نقودا لتذهب هي وشقيقاتها لشراء بعض الحلوى، وعندما عادت وجدت والدها غارقا في الدماء فظنت أنه أصيب، وظلت تسأله ماذا أصابه، ولكنه لم يرد عليها، وعندما دخلت الغرفة وجدت والدتها ملقاة على الأرض غارقة في دمائها، فظلت الطفلة تصرخ وأسرعت لمناداة عمتها من الدور الثالث في نفس المنزل، وقالت لها "أبويا قتل أمي".
ظنت العمة أنها مناقشات عادية، ولكن عندما ذهبت إليهما وجدت شقيقها قتل زوجته وتاركها عارية، والسكين في صدرها، فظلت تصرخ بشدة وقالت لشقيقها "يارب تتقتل زي ما قتلتها".
ترك الزوج شقيقته تصرخ وخرج متجهًا إلى مركز الشرطة، لتسليم نفسه معترفًا بأنه قتل زوجته لرفضها إعطاءه 50 جنيهًا لشراء مخدرات.
كان المتهم محمود.م.إ، 30 عامًا، تاجر بلح، مقيم بقرية الخطارة في نقادة، قد تزوج المجني عليها أسماء.ع، 27 عامًا، منذ أكثر من 10 أعوام، وكانت تقيم مع أسرتها في السويس، ونظرًا لأصل عائلتها من نفس القرية تقدم لخطبتها وتزوجها، وأنجب منها 4 بنات أكبرهن أمل في الصف الثاني الابتدائي، وأصغرهن عمرها 3 أعوام ونصف.
كانت حياة الزوجين كما شهد جيرانهم هادئة وفيها نوع من التفاهم، ولا تحدث مشاجرات كثيرة بينهما، كما شهدوا أيضًا أن الزوج حالته المادية جيدة، فهو تاجر بلح، وكان لديه توك توك، وتروسيكل يقوم بتحميل البلح عليه، لذلك يرفض الجيران تصديق ما اعترف به هو أنه قتلها بسبب رفضها إعطاءه 50 جميعًا لشراء المخدرات.
وشهد أحد الجيران، أن المجني عليها تتصف بالأخلاق الحميدة، وعلاقاتها حسنة بعائلة زوجها وجيرانها، فكان يحبها الجميع كما قالوا عنها "في الفرح والحزن معانا" كما أنها كانت تهتم بزوجها وتدبر له وكانت تهتم بنظافة بناتها طول الوقت.
كانت عائلة الزوج ذاتها تحترمها وتفضلها على نجلهم، وبعد حدوث الواقعة، كانت والدة المتهم في المولد بالقاهرة، وعادت عند حدوث الواقعة، ليفاجأ الجميع بأنها تقيم عزاء للمجني عليها داخل منزلها حزنًا عليها، وتكفلت عائلة المتهم بالأطفال، ورفضو إعطاء البنات لعائلة المجني عليها، وقاموا بتقديم العزاء لعائلتها معلنين التبرؤ من نجلهم بعد أن قتل زوجته.
أهالي القرية من جانبهم يرون أن هناك أسبابا أخرى غير معلنة أدت لقتلها، إذ إن السبب المعلن لم يكن كافيا لإقناع الأهالي بارتكاب جريمة بتلك البشاعة.
وكان اللواء شريف عبدالحميد مدير أمن قنا قد تلقى إخطارًا من مركز شرطة نقادة بمقتل «أسماء.ع» 27 عاما إثر اصابتها بطعنات نافذة بالصدر والبطن.
وكشفت تحريات اللواء محمد ضبش، مدير المباحث الجنائية، أن زوج المجني عليها المدعو «محمود. م إ» 30 سنة، عاطل، وراء ارتكاب الجريمة حيث قام بطعنها عدة طعنات بالبطن والصدر مستخدما «خنجر» بسبب خلافات أسرية بينهما، وتمكنت قوة أمنية برئاسة الرائد شريف صلاح الدين رئيس مباحث مركز نقادة من ضبط المتهم، وتمت إحالته للنيابة العامة.
وتبين من التحقيقات أن المجنى عليها كانت تعيش برفقة أسرتها في السويس ثم انتقلت لقرية الخطارة بعد زواجها من المتهم، وأنها تزوجت من المجني عليه منذ 15 عاما وأنجبت 4 أطفال.