على أعتاب المائة.. "العمدة الحكيم" عبدالحي إسماعيل أقدم مزارع بقنا.. عشق الزراعة وأنتج كل المحاصيل.. تحمل مسئولية العائلة وعمره 16 عاما.. ويقود سيارته 100 كيلو يوميا وصولًا لأرضه بالوقف (فيديو وصور)

رغم كبر سنه فإنه يحتفظ بالقوة والصحة، يتابع أرضه الزراعية بجبال الوقف يوميًا، حيث يقطع بسيارته الخاصة مسافة 100 كيلو متر من منزله وصولًا إليها، إضافة لذلك فهو معروف بالحكمة، ومشهور في محافظته قنا بـ"عمدة المصالحات".

هو العمدة عبدالحي حسين محمود إسماعيل، 94 عامًا، المشهور بأنه أقدم مزارع في قنا، ابن قرية النجمة والحمران، بمركز أبوتشت، شمال محافظة قنا، تزوج 3 سيدات، وأنجب منهن 5 أبناء، 3 بنين، وفتاتان، ولديه 3 أشقاء، وكان يعمل رئيس الجمعية التعاونية الزراعية بالقرية، وشغل منصب بالجمعية الحقلية بمديرية الزراعة بقنا، وتطرق في مناصبه الزراعية حتى أصبح عضوا في الجمعية العامة لمنتجي القصب على مستوى الجمهورية، وأصبح مشهورًا بلقب العمدة الذي يقف أمام المشاكل ويواجهها ويعمل على حلها، ويساعد كل من يطلب منه المساعدة، ولم يترشح رسميًا للعمودية لتوقفها في قريته منذ عام 1983.

قال عبدالحي في حديثه لـ"أهل مصر" إنه حصل على الشهادة الإبتدائية فقط، ولم يكمل تعليمه حتى يتفرغ للزراعة، فقد هوي الزراعة منذ طفولته عندما كان يخرج مع والده لمراعاة الأرض، وتحمل مسئولية عدة فدادين وهو طفل عندما فقد أباه وعمره 16 عامًا، فأصبحت المسئولية فعلية على عاتقه، فبدأ في استلام نصيبه ومراعاته إضافة إلى مراعاة نصيب إخوته حتى تزوج وعمره 19عامًا، وزادت المسئولية على عاتقه خاصة بعد أن توفى شقيقه الوحيد والأكبر منه سنًا وترك له نجله وزوجته، فأصبحت المسئولية تزداد عليه، ولكن لم يقصر يومًا تجاه نجل شقيقه بل وكان يفضله على أبنائه حتى أصبح "دكتور في جامعة الإسكندرية".

اقرأ أيضًا.. فتيات في قنا كسرن العادات خلال 2019.. "آية" تخطف خطيبها بـ"توك توك".. و"رجاء" تعتصم بالقسم للزواج من حبيبها.. و"فرحة" أخفهن وطأة

وأضاف عبدالحي، أنه من حبه في الزراعة زرع جميع الأصناف التي تصلح لأراضي قنا، ولم تقتصر زراعته على قريته فقط، وقام بشراء أراض في القاهرة لزراعة الفواكه، وكذلك في أسوان حيث اختار زراعة الخضروات، أم في محافظته قنا فله أثر بكل مركز فيها ومعظمها بزراعة محصول قصب السكر الذي يفضله عن باقي المحاصيل، حتى وصل لجبال الوقف في عام 2002، والتي يعتبرها محطة جديدة في حياته حيث الزراعة داخل الصحراء.

أوضح عبد الحي، أنه منذ استلامه أراضي جبال الوقف، وهو يوميًا يذهب إليها بسيارته الخاصة مسافة 100 كيلو متر، وعند استلامه لها قام بإنشاء ماكينة مياه وأسس 4 ممرات وبنى منزلا من طابقين وسط ظهير صحراوي لا يجاوره أحد سواءً في الزراعة أو السكن، وظل يعمر أرضه بزراعة أنواع عديدة الخضروات مثل "الطماطم، والفلفل، والباذنجان، وكلفته زراعتها أكثر من إنتاجها، وكان ينتج ويحصد بنفسه ويحمل منتجاته لبيعها في شادر نجع حمادي، دون مساعدة من أحد، وظلت هكذا حياته في الصحراء حتى تحول إلى زراعة البنجر كأول مزارع بمحافظة قنا يقوم بزراعة البنجر وريه بالتنقيط، ورغم التكلفة الباهظة لتلك الزراعات فإنه لم يكن يبالي لحبه في الزراعة وتجربة كل ما هو جديد، واستطاع أن يحول الصحراء إلى جنة خضراء.

الزراعة قديمًا وحديثًا

تحدث عبدالحي، عن أن الزراعة قديما رغم بساطة أدواتها فإنها كانت جميلة، ولها طعم آخر، وكل الأسر منذ الصباح تتمركز داخل أرضها، لأن الزراعة كانت مصدر رزق أهالي قنا، أما الآن فقد تطورت الزراعة وتطورت أدواتها، إلا أنها هُجرت من قبل العديد من المواطنين بالسفر خارج البلاد أو إيجاد مصدر رزق آخر، وتحولت معظم الأراضي إلى منشآت معمارية.

كان عبدالحي أول مزارع يقوم بشراء جرار زراعي حديث في محافظة قنا، وكان يقوده بنفسه لحرث أرضه وأرض جيرانه لمساعدتهم، حيث الأدوات الحديثة أقل جهدًا من القديمة.

وأوضح أن محافظة قنا تشتهر بزراعة قصب السكر، ولحبه فيه خصص معظم أرضه داخل محافظة قنا لزراعته، رغم أنه لا يغطي تكلفته حاليًا لزيادة تكلفته وتكلفة عمالته وأن الطن سعره فقط 720 جنيهًا، وذلك سبب انخفاض مساحات زراعته، ويطالب عبدالحي بالنظر إلى المزارعين البسطاء وزيادة الطن إلى 1000 جنيه.

عبدالحي تطرق في حديثه إلى أن هناك عدة زراعات كانت تتميز محافظة قنا في إنتاجها واندثرت من أراضيها مثل زراعة القطن، والعدس، وغيرها من الزراعات التي كانت المحافظة تمتاز بجودة منتجها، ويتمنى لو تعود تلك الزراعات مرة أخرى لأراضي قنا.

وطالب العمدة عبدالحي مسئولي الزراعة بتوفير الأدوات الحديثة للمزارعين في قنا للتيسير عليهم، وحتى تصبح دافعا لهم لاستكمال عملهم بالزراعة وعدم اللجوء لتحويلها لمبان كما يحدث حاليا.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً