يزعم بعض المتطرفين أن العهدة العمرية التي كتبها عمر بن الخطاب لأهالي القدس عند فتحها بواسطة عمر بن الخطاب لا تزال قائمة وتنطبق أحكامها على المسيحيين في مصر والشام . وتزعم هذه الاراء المتطرفة أنه من الواجب شرعا فرض الجزية على غير المسلمين في ديار مصر والشام بزعم التمسك بالعهدة العمرية. فهل ما يعرف بالعهدة العمرية واجبة التطبيق في هذا العصر؟ وهل حكم الجزية في دار المسلمين على غيرهم من أتباع الأديان الاخرى واجبة حتى الان ؟ وما هو رأى الشرع في ذلك ؟ حول هذه القضية الشائكة يقول الدكتور عبد الكريم زيدان أن الجزية إنما هي بدل للدفاع عن أهلها وحمايتهم، وبالتالي فإنها ترفع عنهم إذا شاركوا في الدفاع عن دار الإسلام.
اقرأ ايضا .. هل يجوز نسخ الأحكام الشرعية بالعقل وهل النسخ وارد بعد وفاة النبى ؟
ويضيف الدكتور زيدان في في كتابه (أحكام الذميين والمستأمنين في دار الإسلام) تحت عنوان: (الجزية في الوقت الحاضر ص 157): إن الذميين في هذه الدول يشتركون مع المسلمين في واجب الدفاع عن دار الإسلام، والمساهمة في هذا الواجب تسقط الجزية بعد وجوبها، أو تمنع وجوبها أصلاً، كما رأينا في بعض السوابق التاريخة التي ذكرناها. . والذي نراه في مثل هذه الأحوال في مثل هذه المسائل أنه لا يمكن الاعتماد على آراء آحاد الناس وإن كانوا من أهل العلم، بل ينبغي أن تعقد المجامع الفقهية ونحوها للاجتهاد الجماعي والوصول إلى حكم شرعي صحيح.