قررت محكمة جنايات نجع حمادي، برئاسة المستشار محمد رفاعي عبد الحافظ، وعضوية المستشارين إسماعيل محمود الفران، وحسني محمد مهاب، وأمانة سر أبو المعارف عبد الشافي، ومحمد وزيري وأسامة الأمير، بالإعدام شنقًا للمتهمة بذبح الطفلتين "شروق وشهد" في نجع حمادي، شمالي قنا.
تعود أحداث القضية عندما تلقت الأجهزة الأمنية بمحافظة قنا، إخطارا في يناير من عام ٢٠١٧ يفيد العثور على جثة لطفلتين شروق ربيع محمد علي (5 أعوام) وشهد صلاح علي الدين (12 عامًا) طالبة في الصف السادس الابتدائي بمدرسة خالد بن الوليد الابتدائية، مذبوحتين بمنطقة الشادر بنجع حمادي والأخرى في ترعة "الفؤادية" بأبوتشت في يناير 2017.
وكشفت تحريات المباحث وقتها عن أن منال.م.ح (35 عامًا)، زوجة أب المجني عليها "شهد" هي التي ارتكبت الحادث بعد أن استدرجت الطفلتين أثناء مقابلتهما بمنطقة الساحل بنجع حمادي، وسرن مشيًا على الأقدام وصولًا إلى أحد المقاهي واستقللن "سيرفيس" حتى نجع إبراهيم، وكبلت أيديهما وقامت بذبحهما، ووضعت جثة "شروق" داخل تروسيكل وألقتها بجوار مجمع المواقف بمنطقة الشادر بمساعدة قريب المتهمة، وحملت بعد ذلك جثة الطفلة شهد بعد أن وضعتها في كيس ووضعته داخل كرتونة وألقت جثتها في ترعة الفؤادية بمركز أبوتشت.
وأوضحت التحريات أن المتهمة أقبلت على ارتكاب الجريمة بسبب خلافات زوجية، بعد قيام والدة "شهد" المُطلقة من زوجها وتدعى شيماء برفع 3 قضايا نفقة ضد زوجها.
وأشارت التحريات إلى أن الزوج متزوج من 4 سيدات بينهن منال.م.ح، مرتكبة الواقعة، وهي الزوجة الرابعة التي أنجبت طفلا وتوفي وليس لديها أطفال، واستدرجت طفلة الزوجة الأخرى لقتلها بعد قيام الزوج ببيع منزل ملكيته بقرية نجع إبراهيم بمبلغ 200 ألف جنيه وتوزيع المبلغ على أبنائه، فشعرت أنها "هتطلع من المولد بلا حمص" على حد قولها.
وأوضحت التحريات أن المتهمة شعرت أيضًا بعد قيام والدة المجني عليها "شهد" برفع قضية للحصول على نفقة لنجلتها أن هذا سيؤدي إلى انخفاض دخلها من المعاش والذي يعتبر مصدر دخلها الوحيد خاصة بعد أن قام زوجها ببيع المنزل الذي تقطن فيه معه بقرية نجع إبراهيم وتخشى أن يطلقها.
ولفتت إلى أنه بالنسبة للطفلة الثانية "شروق" فتقطن في نفس العقار الذي تقطن فيه "شهد" مع أسرتها، وقامت المتهمة بذبحها أيضًا خشية افتضاح أمرها وإخبار أهلها بأن المتهمة هي "زوجة الأب" لأنها كانت معها وقت ارتكاب الواقعة، ولكن كاميرات المراقبة وتجنيد المصادر السرية كشفت الواقعة.
ووجهت النيابة العامة بنجع حمادي، برئاسة المستشار مؤمن الضبع، وكيل النيابة، وإشراف المستشار أحمد حمدان، مدير النيابة، للمتهمة منال. م. ح، 35 عامًا، زوجة والد الطفلة شهد، في المحضر رقم 293 لسنة 2017 إداري مركز شرطة نجع حمادي، تهمة قتل الطفلتين عمدًا مع سبق الإصرار والترصد، وخطف الطفلتين، وحيازة سلاح أبيض "سكين"، كما وجهت تهمة إخفاء الجثتين لـ"كارم. م. ج"، ابن عمة المتهمة.
وأنكرت المتهمة، خلال الإدلاء بأقوالها أمام النيابة العامة، ارتكابها الواقعة، وقالت إنها خططت لخطف الطفلة شهد لإجبار والدتها على التنازل عن قضية النفقة التي رفعتها ضد زوجها، وأن هناك متهمين هم الذين نفذوا الذبح وطلبوا منها إخفاء جثة الطفلة شهد ووضعها داخل "كرتونة" وإلقائها بترعة الفؤادية في أبوتشت، وأضافت أن الطفلة شروق راحت ضحية خشية افتضاح أمر مقتل شهد.
وتمت إحالة القضية إلى النيابة العامة ومنها إلى محكمة جنايات التي عاقبت المتهمة بإحالة أوراقها للمفتي ثم عودتها للمحكمة مرة أخرى لتصدر الحكم بالإعدام شنقًا.