شبح الاغتيالات يرفع حرارة شتاء الخرطوم.. وحمدوك يطالب بعقيدة جديدة للجيش السوداني

رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك
رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك

في مفاجأة غير متوقعة لفتت الانتباه لكل المراقبين للشأن السوداني قال رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك إن الوقت قد حان لتأسيس عقيدة عسكرية جديدة للجيش السوداني.

وجاء هذا التصريح اللافت لحمدوك على خلفية الخلافات المتصاعدة بين عبد الله حمدوك وبين محمد حمدان دقلو ( حميدتي) نائب رئيس مجلس السيادة الحاكم في السودان وقائد قوات التدخل السريع, وبعد أن هاجم حميدتي علنا لأول مرة حكومة حمدوك واتهمهما بالفشل في إدارة الملف الاقتصادي في البلاد التي تعاني من أزمات اقتصادية ومعيشية خانقة وتدهور لسعر صرف الجنيه السوداني الذي وصل لمستوي لم يسبق له مثيل بعد أن لامس سعر صرف الدولار الأمريكي الواحد 90 جنيها سودانيا لأول مرة.

وجاءت الملاسنات الإعلامية بين حمدوك وبين حميدتي بعد أن اعتبر حميدتي في خطاب لافت أن ( الإسلام خط أحمر) . وهي إشارة على ما اتخذته حكومة حمدوك من إجراءات مؤخرا لإغلاق فضائيات دينية تتبع أشخاص محسوبين على جماعة الإخوان المسلمين في السودان، وتعطيل عقوبة الجلد للنساء أمام الجمهور في مخالفات مزعومة بمخالفتهن للزي الإسلامي.

من جانبه فإن تصريحات حمدوك على تأسيس عقيدة جديدة للجيش السوداني يقصد بها توحيد القوات المسلحة السودانية تحت قيادة هيئة العمليات التابعة لرئاسة أركان الجيش السوداني بدلا من استمرار قوات الإنقاذ السريع في وضعها الحالي تحت قيادة حميدتي وبدون أن تتبع لرئاسة أركان الجيش السوداني، كما أن ضباطها من غير خريجي الكلية الحربية في السودان ويعتمد اختيارهم على الولاءات الشخصية والقبلية.

على صعيد متصل تشهد الساحة السياسية في السودان توترات استثنائية لم يعتاد عليها المزاج السياسي السوداني بعد أن أعلنت مصادر رسمية سودانية أن الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش السوداني سوف تقوم بالتحقيق مع عناصر من المخابرات العامة السودانية والشرطة السودانية في محاولة اغتيال لاغتيال نصر الدين عبدالباري وزير العدل في حكومة الدكتور عبد الله حمدوك رئيس وزراء السودان.

وشهدت مطار الشهيد “صبيرة” بمدينة الجنينه في إقليم دارفو الملتهب غرب السودان سقوط طائرة عسكرية في حادث أودى بحياة نحو “14” شخص بينهم ضُباط في الجيش،ووكيل نيابة وإثنين من قضاة محكمة الإستئناف في السودان. وذكرت وسائل إعلام سودانية أن التحقيق الذي سوف تجريه الاستخبارات العسكرية السودانية سوف يشمل قيادات عسكرية وشُرطية بجانب أفراد يتبعون لجهاز المخابرات العامة، كانت متواجدة في صالة المُغادرة قبيل مُغادرة الطائرة وسقوطها بعد “5” دقائق فقط من إقلاعها.

وأشارت المصادر الإعلامية السودانية إلي أن هناك بعض القرائن تُشير إلي تعرض الطائرة لإنفجار بعبوات ناسفة كانت مخباءة داخل كابينة الطائرة، ولم يستبعد أن يكون المستهدف في الطائرة أن يكون وزير العدل نصر الدين عبدالباري الذي تراجع عن السفر قبل دقائق من مغادرتها.

من جانبه يقول ناصر الفندي، القيادي في تجمع المهنيين السودانيين. إن السودان لم يعرف من قبل لغة الاغتيالات السياسية في تاريخه الحديث، مشيرا إلى أنه حتى بالنسبة لعملية اغتيال جون قرنق قائد الجيش الشعبي لتحرير السودان ورئيس جمهورية جنوب السودان الراحل فهذه العملية تمت بعد استقلال جنوب السودان عن السودان، ولم يعرف عن المزاج الشعبي السوداني أنه يميل لفكرة الاغتيالات السياسية أو التصفيات الجسدية.

واعتبر الفندي إن ظهور مؤشرات على احتمال وجود مؤامرة خلف سقوط الطائرة العسكرية التي كان من المفترض أن يستقلها وزير العدل السوداني هي مؤشر خطير ينذر في حال تأكيده على أن المزاج السوداني قد يتحول في أى وقت في اتجاه منحى جديد لم يعرفه الشارع السوداني من قبل. معتبرا أن سقوط طائرة الجنينة مؤشر خطير يفوح منها رائحة الاغتيالات السياسية

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً