نقلت البي بي سي عن بشار جرار، عضو الحزب الجمهوري الأمريكي، إن "النظام الإيراني فشل فشلا ذريعا، على كافة المستويات العسكرية والسياسية والإعلامية". ويضيف جرار أن "النظام الإيراني صَعَّد إعلاميا بشكل كبير عقب مقتل سليماني، لكن عند الرد أدرك أن خياراته محدودة للغاية". وفيما يتعلق بسابقة استهداف إيران لقواعد عسكرية تضم قوات أمريكية، يُقر جرار بأن "استهداف قواعد يوجد بها جنود أمريكيون يعد بالفعل سابقة تُحسب لإيران، لكن بأي ثمن، فحسابات الربح والخسارة تُأخذ بالمجمل". كما يشير جرار إلى "تحليلات تلمح إلى أن الرد الإيراني ربما تم التوافق عليه والسماح به من جانب واشنطن لكي يحفظ النظام الإيراني ماء وجه".
اقرأ ايضا .. اتساع احتجاجات إيران المنددة بخامنئي و الحرس الثوري بشكل لم يسبق له مثيل
ويرى جرار أنه "لا يجب النظر إلى مقتل سليماني والمهندس باعتباره نهاية أشخاص، بل يمثل إنهاء مرحلة بأكملها". ويضيف جرار: "ما حدث سيؤدي إلى تغيير داخل النظام الإيراني، إما من خلال صعود تيار يقول كفانا كل هذه الكوارث ودعونا نغير توجهنا، أو من خلال تعديل النظام لسلوكه، وهذا مرحب به، فواشنطن غير معنية بتغيير النظام، المطلوب تعديل السلوك". وأخيرا يتوقع عضو الحزب الجمهوري "بدء مفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران"، معللا توقعه بأن "النظام الإيراني مع زيادة العقوبات الاقتصادية أصبح غير قادر على تلبية احتياجات مواطنيه الأساسية، وهو ما قد يؤدي في النهاية إلى انهيار النظام بأكمله، ويوجد داخل النظام من يدرك ذلك وسيكون حريصا على عدم انهيار النظام وبقائه".
وفي حديث آخر مع بي بي سي عربي، يقول الدكتور محمد صالح صدقيان، الأكاديمي والباحث في الشأن الإيراني، إنه "يجب النظر إلى الأمور في سياقها، فاغتيال سليماني ليس اغتيال فيلق القدس وليس نهاية المشروع الإيراني".
ويضيف صدقيان: "منذ إعلان إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن عن مشروع الشرق الأوسط الكبير، كان لدى إيران مشروعها الخاص، الذي يهدف في النهاية إلى إنهاء الوجود الأمريكي في المنطقة".
ويرى صدقيان أن "ما حدث مجرد جولة من جولات صراع ممتد بين إيران والولايات المتحدة، وبالتالي لا يمكن الحديث عن المكاسب والخسائر بهذه العُجالة، بل هو فقط فصل من فصول صراع صعب ومستمر".
ويشير صدقيان إلى أن "إيران تتحدث عن خطة استراتيجية طويلة المدى". وأن "دوائر الصراع بين الولايات المتحدة وإيران متعددة ومتشعبة وفي أكثر من ساحة وعلى عدة مستويات، منها الاقتصادية والسياسية والعسكرية، لذلك يجب علينا أن ننتظر للحديث عن الرابح والخاسر".