أكد سفير فلسطين بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، دياب اللوح، اليوم الاثنين، أنه لا بديل عن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبدأ حل الدولتين، مشيدا بالموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية، وموجها الشكر للإعلام المصري المدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.
وقال اللوح، في مؤتمر صحفي عقد بمقر السفارة الفلسطينية بالقاهرة، "إننا لم ولن نقبل بدولة فلسطينية في غزة، ولن نقبل بدولة دون غزة، ولم ولن نقبل بدولة في غزة وتمتد على أرض سيناء"، مؤكدا احترام فلسطين للسيادة المصرية"، ومعربا عن "تقدير القيادة الفلسطينية لمصر قيادة وشعبا لدعمها المستمر للقضية الفلسطينية والتصدي لكل المخططات الرامية للانتقاص من الحق الفلسطيني المشروع"، موجها شكره أيضا للإعلام المصري الذي "رفع لواء الدفاع عن القدس والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني".
وأكد سفير فلسطين بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية أن الشعب الفلسطيني يواجه مخططا استعماريا إسرائيليا بدعم أمريكي لإنهاء الوجود الفلسطيني، قائلا: "إن المخطط الذي يستهدف الشعب الفلسطيني لم يبدأ عام 1948 بل بدأ بتصريح وزير خارجية بريطانيا آرثر بلفور بإقامة وطن للشعب اليهودي على أرض فلسطين فيما عرف بـ"وعد بلفور".
وأشار إلى أن القيادة الفلسطينية جنحت للسلم ورضيت بإقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية إلا أن إسرائيل وبدعم أمريكي لا تريد تمكين الفلسطينيين من إقامة دولتهم.
وقال: "نحن نرفع شعار حل الدولتين، وفي 2012 حصلنا على قرار أممي باعتبار فلسطين دولة غير كاملة العضوية بالأمم المتحدة، وهذا القرار مكن فلسطين من أن تكون لها شخصية دولية وقانونية، وبموجب القرار انضمت فلسطين إلى أكثر من 100 اتفاقية وبروتوكول دولي، وتوجنا ذلك برئاسة مجموعة الـ77 والصين".
وأكد أن حكومة اليمين الإسرائيلية عطلت العملية السياسية وذهبت إلى منحنى بعيد كل البعد عن مسار السلام، لافتا إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقعت في نفس خطيئة "بلفور" وأعلنت السيادة الإسرائيلية على القدس ومن بعدها الجولان السوري المحتل وأقرت بأن المستوطنات غير مخالفة للقانون الدولي.
وقال السفير دياب اللوح: "إن فلسطين والدول العربية والأجنبية ترفض تلك القرارات وهو ما ظهر جليا من خلال التصويت في مجلس الأمن والأمم المتحدة برفض تلك القرارات"، لافتا إلى أن القرارات الأمريكية شجعت حكومة إسرائيل على التوغل بالأراضي الفلسطينية وانتهاك حقوق الفلسطينيين، وظهر ذلك من خلال انفلات المستوطنين الإسرائيليين بالضفة الغربية وحصار قطاع غزة.
ونبه السفير الفلسطيني إلى خطورة التلويح الإسرائيلي المستمر بضم الضفة الغربية المحتلة، قائلا: "إن إسرائيل تعمل على هذا المخطط من خلال خطوات أبرزها هدم البيوت الخاصة بالفلسطينيين في الضفة الغربية وإفراغ المنطقة من سكانها عبر التهجير وبناء مستوطنات جديدة"، لافتا إلى أن إسرائيل لا تريد سلاما لأنها تعمل على إجهاض كل محاولات الحل السلمي للقضية الفلسطينية.
وحول مدى تأثر فلسطين بتأزم الداخل الإسرائيلي جراء الفشل في تشكيل الحكومة واللجوء لانتخابات ثالثة، أجاب السفير الفلسطيني بأننا في فلسطين تأثرنا بالأزمة السياسية في إسرائيل، موضحا أن الجانب الفلسطيني لا يتدخل في الانتخابات الإسرائيلية.
اقرأ أيضاً: الجنائية الدولية تفتح تحقيقا حول جرائم الحرب الإسرائيلية في فلسطين لأول مرة
واختتم السفير دياب اللوح حديثه بقوله: "إن الأزمة في إسرائيل تتعمق وتدفعها إلى عدم الاستجابة لنداء السلام والشرعية الدولية ولجوئها للعنف ضد الفلسطينيين"، مشيرا إلى أن هناك بعدا شخصيا لبنيامين نتنياهو (رئيس الوزراء الإسرائيلي) واليمين الإسرائيلي؛ فهم يريدون الحفاظ على مناصبهم في الحكومة حتى لو على حساب السلام.