اعلان

«38 عاما» علي رحيل يوسف السباعي.. الرومانسي الذي تنبأ بموته

يوسف السباعي

"موتي سيقترن بحادثة مثيرة" ليست كلمات عابرة ولكنها تنبؤات من رجل عشق الرومانسية وعاش من أجل الحب، لم يكن يوسف السباعي وزيرا للثقافة فقط، ولكنه كان قائدا وأديبا وصحفيا ومفكرا سياسيا، ولد في 10 يونيو ١٩١٧ بالسيدة زينب، وقد تخرج من الكلية الحربية عام ١٩٣٧، وعمل مدرسًا بها، ثم عمل مديرًا للمتحف الحربي عام ١٩٥٢، وتم ترقيته إلى رتبة العميد وكان لعلاقته القوية الأثر في دعمه للأدب حيث كان وسيطا لعرض فكرة المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، على الرئيس جمال عبد الناصر، الذي وافق عليها وأمر بتعيينه سكرتيرا عاما للمجلس، ثم توالت إنجازاته في مجال الأدب من إنشاء "نادي القصة"، ومن ثم تعيينه وزيرا للثقافة.

فارس الرومانسية

لم يكن " فارس الرومانسية ورائد الأمن الثقافي"، جبانا يوما، وحتى اللحظة الأخيرة له في الحياة لم يخف الموت، وتحد الخوف من القتل بشجاعة ولكن.. قُتل بدم بارد، وذلك في رحلة هي الأسوأ في تاريخ مصر حيث كان "السباعي" وزير الثقافة المصرية، قادمًا من أمريكا متجهًا إلى العاصمة القبرصية على رأس وفد مصري للمشاركة في مؤتمر "التضامن الأفرو آسيوي السادس"، الذي عُقد لصالح القضية الفلسطينية.

وكان يوسف السباعي أمين عام للمؤتمر، وفي يوم 18 فبراير، نزل السباعي من غرفته بفندق "هيلتون" واتجه نحو قاعة المؤتمرات، وفي طريقه للقاعة توقف أمام منفذ لبيع الكتب والجرائد ولم يكن يعلم أنها المرة الاخيرة التي يرى فيها الكتب والجرائد، فأُطلقت عليه ثلاث رصاصات غادرة استقرت في رأسه وفارق الحياة في لحظة.

لم يترك "رائد الأمن الثقافي"، بابا لم يدافع فيه عن القضية الفلسطينية، وذلك ما أكده بكتاباته التي تعد خير دليل على دعمه للقضية الفلسطينية، حيث كتب عشرات المقالات دفاعًا عن قضيتهم، كما أن روايته " طريق العودة" تتحدث عن القضية الفلسطينية بشكل مباشر، وتشير إلى ضرورة عودة اللاجئين الفلسطينيين.

تظاهرة ثائرة

وتحولت جنازة السباعي إلى تظاهرة ثائرة ضد القضية الفلسطينية، ومنددة بما تعرض له الوفد المصري في قبرص، مما جعل الرئيس السادات يقرر حرمان الفلسطينيين من حقوق المواطنة التي كانوا يتمتعون بها في مصر والتي أقرها الرئيس جمال عبد الناصر لهم منذ عام1954.

كما أقيمت جنازة السباعي، في 19 فبراير عام 1978، ولم يحضرها الرئيس السادات وأناب عنه نائب رئيس الجمهورية حينذاك "محمد حسني مبارك"، ووزير الدفاع "محمد عبد الغني الجمصي".

مجموعة قصصية

جدير بالذكر أن السباعي قدم ٢٢ مجموعة قصصية وأصدر ١٦ رواية، وله مسرحية بعنوان "أم رتيبة" ونال جائزة الدولة التقديرية عام ١٩٧٣وعددًا كبيرًا من الأوسمة، ورأس تحرير عدد من المجلات والصحف منها الرسالة الجديدة وآخر ساعة والمصور والأهرام.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً