الأثيوبيون يتظاهرون ضد «سد النهضة»

بعد أن راوغت إثيوبيا بكل الطرق والأساليب لإتمام مشروع سد النهضة، متجاهلة الأخطار التي تحيط بدول المصب ومنها مصر، ومدى تأثير السد على الأمن المائي المصريين، وبعيدًا عن مصر ظهر معترض جديد على البناء ولكن هذه المرة من الإثيوبيين أنفسهم «بيدي لا بيد عمرو».

وتشهد أثيوبيا، مظاهرات تعد من أقوى الحركات الاحتجاجية في البلاد، حيث يتظاهر عشرات آلاف الإثيوبيين ضد الحكومة في مدينة غوندار بمنطقة أمهرة، والتي تعد من أقرب المناطق السكنية من موقع بناء سد النهضة، وذلك رفضًا للتوسعات التي تريد الحكومة الإثيوبية تنفيذها في العاصمة.

وتظاهر عشرات الآلآف من الإثيوبين الأمهرة، وهم يرفعون لافتات كتب عليها «كفوا عن قتل الأمهريين» و«أعيدوا لنا حدودنا التاريخية»، وذلك احتجاجاً على قرار الحكومة ضم مقاطعة وولكيت إلى منطقة تيغري المجاورة لمنطقة أمهرة، حيث يعتبر المتظاهرون أن مقاطعة وولكيت تنتمي إلى منطقة أمهرة، ويتهمون الحكومة بتفضيل منطقة تيغري التي يتحدر منها العديد من القادة الإثيوبيين.

الأمهريون، هم مجموعة عرقية تعيش في وسط مرتفعات الحبشة، يصل عددهم إلى عدة ملايين بلغت حوالي 23 مليون نسمة، ويتكلمون اللغة الأمهرية وهي لغة الحبشة الرسمية، ويتبع معظمهم الديانة المسيحية الأرثوذكسية التي تؤمن بالطبيعة الواحدة - تحولوا إلى المسيحية في القرن الرابع الميلادي وبقيت معتقداتهم دون تغيير منذ ذاك الحين، ويستعملوا لغة "القيز" في طقوسهم وهي لغة قديمة لم تعد تستخدم إلا في الكنيسة.والكنيسة الأمهرية هي مختلفة عن المسيحية المعهودة إذ انها تمزج بين تعاليم التوراة، الإنجيل والمعتقدات الوثنية الشعبية. يمكن اعتبارها انها خليط من أربع معتقدات وهي: التي تؤمن بالطبيعة الواحدة والتي تعترف بالله تعالى، الشيطان، القديسين والملائكة، والديانة المسيحية الأرثوذكسية "الزار"، و"الأدبار" وهم أرواح مسؤولين عن الحماية والقصاص، و"البودا" وهم بشر يملكون قدرة الاصابة بالشر، و"الغول" و"العفاريت" والذين يؤذون الاشخاص الذين يعترضونهم.

ولم تقف مظاهرات الإثيوبيين ضد سد النهضة، والتوسعات التي تجريها الحكومة الإثيوبية بالمناطق القريبة والمحيطة بمنطقة بناء السد، حيث بدأت تك المظاهرات نهاية العام الماضي، حين تظاهر أفراد أقلية “الأورومو” في إثيوبيا وشهد إقليم “بني شنقول” المقام عليه سد النهضة، معلنين احتجاجهم على التوسعة وعن مخاوفهم من تمدد العاصمة، وتهجير الفلاحين المنتمين إلى جماعة الأورومو الإثنية من أراضيهم.

والأورومو هم جماعة عرقية تتواجد في إثيوبيا وشمال كينيا وأجزاء من الصومال، يبلغ عددهم 30مليون نسمة، متوزعين على جميع أنحاء العالم، ويشكلون واحدة من أكبر الأعراق في إثيوبيا، بحوالي 34،49٪ من عدد السكان وفقا لتعداد عام 2007 في أثيوبيا، لغتهم الأم هي أورومو (وتسمى أيضا أفان أورومو أوالأورميفا)، والتي تعتبر جزء من الكوشية والتي تصنف لغوياً إلى الأفرو آسيوية.وبحسب موسوعة ويكبيديا، يدين أكثر من ثلثي الأوروميين بالدين الإسلامي، ويشكلون مركز ثقل بشري كبير للمسلمين في الجمهورية الإثيوبية، إذ يشكل المسلمون 56% من السكان، ويشكل الأورومو منهم قرابة النصف، كما تدين نسبة لا بأس بها بالديانة المسيحية، منقسمة الطائفة المسيحية إلى فئتين، فئة اعتنقت الديانة المسيحية من أمراء القبائل الأورومية ليحصلوا على المزيد من النفوذ في البلاط الحبشي في (أكسوم وقوندار)، وفئة أكبر ممن تم تنصيرهم بالقوة، أو عبر الاستغلال كأقنان في أراضي أمراء الحبشة وكرادلة الكنسية الأرثوذكسية القبطية التي كانت ذات نفوذ واضح في إمارات الحبشة وممالكها، كما لا زال يعتنق بعض أبناء الأورومو الديانة الكوشية القديمة التي كان مركزها الإله الواحد (واق)، إضافة إلى ديانات أخرى.

يذكر ان إثيوبيا أعلنت عن بناء سد النهضة من عام 2011، وهو يقع على النيل الأزرق بولاية بنيشنقول- قماز بالقرب من الحدود الإثيوبية - السودانية، على مسافة تتراوح بين 20 و40 كيلومترًا، ومن المثرر الانتهاء من بنائه في عام 2017، وهو ما أبدت مصر حكومة وشعبًا قلقها باعتبارها دولة مصب يمكن أن يؤثر بناء السد عليها، إلا أن أثيوبيا صممت على استخدام حقها كدولة منبع، حتى تم لاتفاق على دراسة ثلاثية لدراسات إنشاء السد بين أثيوبيا والسودان ومصر.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً