تأسيست صناعة المجوهرات في مدينة بفورزيم الواقعة علي الحدود الغربية للدولة الألمانية وشمال الغابة السوداء بعد أن أصدر الحاكم العسكري لهذه المدينة "كارل فريدريك فون" مرسومًا في 6 ابريل عام 1767 م، يسمح للفرنسي "جين فرانمويس اوتران" بإنشاء مصنعًا للساعات امتد نشاطه في نفس العام بعد افتتاحه إلي تصنيع المجوهرات والمنتجات الحديدية، وبعد فترة قصيرة انتشرت صناعة الساعات والمجوهرات في هذه المدينة التي أطلق عليها خارج ألمانيا "جنيف الصغيرة".
والتحق نصف سكان بفورزيم من بداية القرن العشرين بصناعة المجوهرات والساعات حيث بلغ عددهم قبل الحرب العالمية 24 ألف عاملًا، وبالرغم من التدمير الشامل الذي لحق بهذه الصناعة أثناء الحرب العالمية الأولي والثانية، إلا أنها استردت عافيتها بعد سنوات قليلة، ففي عام 1935 م أصبح لها النصيب الأكبر من إنتاج المجوهرات والمشغولات الفضية، ويبلغ عدد العاملين بها في مجال المجوهرات حاليًا أكثر من 118 ألف عامل يمثل إنتاجهم 70 % من حجم مبيعات المجوهرات والمشغولات الفضية الألمانية.
وتقود أربع شركات عائلية ألمانية عريقة ذات أسماء تجارية مشهورة مسيرة الاستمرار والنجاح في تجارة وصناعة المجوهرات بهذه المدينة وهي "ويلندور وتشوفيل وليخت ومورماير "، وساهمت بجهد كبير في تطوير فن تطبيق المينا لذا انتقل سر صنعته جيلا بعد جيل، مما جعل لهذه الشركة الريادة في صناعة مجوهرات فابرجيه.
ولا يعود الاحتفاظ بسر الصنعة في عالم المجوهرات والساعات في هذه المدينة إلي الشركات العائلية السابق ذكرها فقط، بل يرجع أيضا إلي إنشاء أول مدرسة في العالم لفنون الصياغة وصناعة المجوهرات تم تأسيسها عام 1768 م، ولمواكبة التطور العلمي والفني في عالم المجوهرات قامت جامعة بفورزيم للعلوم التطبيقية في التصميم بأنشاء معهد تكنولوجيا المجوهرات في عام 1990م.
وتشتهر مدينة بفورزيم بسياحة المجوهرات، حيث يقصدها الزائرون من معظم أنحاء العالم للتمتع بمشاهدة معالمها السياحسية مثل متحف "ريتشلين هاوس"، والذي يعرض بقاعاته مجموعة المجوهرات الأوربية المصنعة علي مدار الخمسة آلاف عام الماضية، كما يوجد بها المركز التجار المعروف باسم عالم مجوهرات "بفورزيم" الذي افتتح في 17 يونيو 2005 م، وتعرض فيه جميع منتجات المدينة من المجوهرات والساعات.
وعندما صادفت الذكري الأولي لافتتاحه إقامة مسابقة كأس العالم بألمانيا في عام 2006، وقامت إدارته بعمل احتفالية كبيرة لجذب انتباه مشاهدي مباريات كأس العالم لهذا المركز تحت شعار "الليلة الذهبية" وتمت تغطيتها بجميع وسائل الاعلام المسموعة والمرئية.