يحتفل المصريون هذه الأيام بمرور عام على افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة أمام حركة التجارة العالمية، والذي عزز وضع قناة السويس كأحد أهم المجاري البحرية في العالم.
ويتضمن الاحتفال عروضا بحرية وجوية وافتتاح عدد من المشروعات التنموية بمحافظات القناة استكمالا لأركان هذا المشروع العظيم، ما يجعل الإقليم محورا مستداما قادر على المنافسة عالميا فى مجال الخدمات اللوجستية والصناعات المتطورة والتجارة والسياحة.
ومن بين تلك المشروعات إرساء حجر الأساس لمستشفى هيئة قناة السويس الجديدة بمدينة الإسماعيلية بسعة 700 سرير لنشر الخدمات الصحية المتميزة فى المنطقة ودعم مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس، والذي يتطلب توفير الخدمات الطبية المتميزة للعاملين والمستثمرين وكبار رجال الأعمال، بالإضافة إلى إقامة مستشفيين بمدينتي السويس وبورسعيد على أعلى مستوى لتقديم الخدمة الطبية المتميزة، وسيتم افتتاح المرحلة الأولى من مشروعات الإسماعيلية الجديدة وأنفاق قناة السويس الجديدة ومشروع قرية الأمل النموذجية لشباب الخريجين وصغار المزارعين.
ودعت إطلالة العام الأول فى عمر قناة السويس الجديدة المصريين لاستعادة وجههم الحقيقي المميز بتكوينه وحضارته المتراكبة وشخصيته الفريدة متعددة العناصر والمستويات، إطلالة حملتهم مسئولية الحفاظ على الوطن، مؤكدة أنهم أبطال النجاح، مرات كثيرة وقف فيها المصريون على مفترق طرق تقرير المصير.
وبين قناة السويس والمصريين تاريخ طويل وذكريات متجذرة يرجع تاريخها منذ فكر نابليون بونابرت أبان الحملة الفرنسية على مصر فى شقها، وهو المشروع الذى توقف لاستحالة الفكرة من وجهة نظر المهندسين أنذاك، وفي 25 أبريل عام 1859 دشن ديليسبس حفر القناة في عهد الخديوي سعيد، وانتهى العمل بها بعد عشر سنوات في عهد الخديوى إسماعيل بفضل وجهد سواعد نحو مليون فلاح مصري أجبروا قصرا على العمل فى حفرها، وبعد ثورة ٢٣ يوليو أممها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وعند تأميمها دافع عنها المصريون عنها ضد العدوان الثلاثي.
ولم يكن هذا نهاية المطاف فى قصة المصريين وقناة السويس، ففي 5 أغسطس عام 2014 أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي عن البدء فعليا في إنشاء مجرى ملاحي جديد للقناة، وتعميق المجرى الملاحي الحالي وتنمية محور قناة السويس بالكامل، بهدف تعظيم دور إقليم قناة السويس كمركز لوجستى وصناعى عالمي متكامل اقتصاديا وعمرانيا ومتزن بيئيا.
عندما يحل يوم 6 أغسطس الحالي تكمل قناة السويس الجديدة عامها الأول، وسط جهود لجذب المزيد من السفن العملاقة للعبور بها، واتباع سياسات تسويقية مرنة، وخطة للمشروعات الحالية والمستقبلية تنفذها هيئة قناة السويس لتطوير المجرى الملاحي لخدمة المجتمع المحيط بها، ومنها إقامة كوبري الرسوة المعدني ببورفؤاد وأعمال التكريك بموانىء الإسكندرية وأبى قير وشرق التفريعة وبناء مراكب الصيد والمعديات الجديدة وغيرها من الخدمات.
من جانبهم، يسعى المسئولون عن القناة الجديدة إلى جذب خطوط ملاحية عربية للاستفادة من حركة ناقلات النفط، وتقديم تخفيضات لجذب توكيلات جديدة، واتباع سياسات مرنة للعبور، ومنح تخفيضات على رسوم العبور مما يشجع على استخدامها.