تشهد مصر الأحد المقبل جنازة عسكرية للعالم البارز "أحمد زويل" والذى قدم الكثير للعلم والبشرية، وقد ابتكر "زويل" نظام تصوير سريعا للغاية يعمل باستخدام الليزر وله القدرة على رصد حركة الجزيئات عند نشوئها وعند التحام بعضها ببعض، والوحدة الزمنية التي تلتقط فيها الصورة هي فمتوثانية، وهو جزء من مليون مليار جزء من الثانية.
ويعتقد الكثيرون أن الجنازات العسكرية تقام فقط للرتب العسكرية الهامة وشهداء الغدر والإرهاب ولكن إذا نظرنا عبر التاريخ والسنوات الماضية سنجد أن هناك الكثير من هذه الجنازات أقيمت للمدنيين ذات المناصب الرفيعة بداية من جنازة الأديب المصري العالمي نجيب محفوظ، الذي توفي في مستشفى العجوزة يوم 30 أغسطس 2006 وحتى النائب العام هشام بركات والذى قتل فى حادث إرهابى بالقاهرة.
وتتميز الجنازات العسكرية بمراسم التشييع العامة، بمراعاة قواعد بروتوكولية صارمة، وهذه البروتوكولات تعقد لتكريم شخصية ذات أهمية وطنية وذوى المناصب الهامة والرفيعة، وتتميز الجنائز الرسمية عادة بالكثير من الفخامة والرقى إضافة إلى حفل مهيب في ظل بعض الإيحاءات الدينية والتقاليد العسكرية والتغطية الإعلامية عموما، يتم التشييع بإشراك الجمهور في فترة حداد وطني بموافقة أسرة الفقيد.
وفى هذا السياق نذكر أهم وأشهر الجنازات العسكرية التى أقيمت لمدنيين فى مصر:
فى يوم 30 أغسطس عام 2006 توفى الأديب المصري العالمي نجيب محفوظ، بمستشفى العجوزة بالقاهرة، وقال مبارك في بيان له وقتها "إن محفوظ كان روائيا فذا ومفكرا مستنيرا".
وفى7 يوليو من عام 2008: شيعت مصر جثمان المهندس الكبير مشهور أحمد مشهور رئيس هيئة قناة السويس الأسبق في جنازة عسكرية مهيبة، حيث تقدم المشيعين مندوب عن الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك والدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء الأسبق.
وفى 26 أغسطس من عام 2014 أقيمت جنازة عسكرية للجندي الذي عثر على رفاته في موقع حفر قناة السويس الجديدة، وفى الثانى والعشرين من ديسمبر عام 2014: شيع المئات جثمان رئيس وزراء مصر الأسبق عبدالعزيز حجازي في جنازة عسكرية إلى مسجد عمر مكرم، حضرها المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء واللواء توحيد توفيق، قائد المنطقة المركزية العسكرية.
وفى 21 أبريل 2015 شيع الآلاف من أهالي قرية "الضبعية" بالإسماعيلية، جثمان الشاعر عبدالرحمن الأبنودي بعد إقامة جنازة عسكرية له، وفى 29 يونيو 2015 أقيمت جنازة عسكرية للنائب العام هشام بركات بعد إغتياله فى حادث إرهابى بالقاهرة.
وقد استطلعت "أهل مصر" أراء الخبراء العسكريين والقانونيين حول موضوع الجنازات العسكرية ولمن تجب إقامة هذه الجنازات.
بداية قال اللواء "طلعت مسلم" الخبير العسكرى إن الجنازات العسكرية هى نوع من التكريم للمتوفى وعادة تكون هذه الجنازات للأشخاص الذين تولوا مناصب رئيسية بالجيش أو الحاصلين على الأوسمة الدولية الرفيعة أو الشهداء الذين يقتلون على يد الإرهاب الغادر ويضاف إلى هؤلاء الأشخاص الذين قدموا لبلادهم الكثير من الخدمات أو العلم الذى ينفع الناس على مر العصور.
وأضاف "مسلم" أن الجنازات العسكرية هى وداعا نهائيا للمفقود الذى قدم الكثير من الخدمات للوطن سواء الخدمات العسكرية أو الخدمات العلمية وهي واحدة من أعظم الأحداث التي يمكن لأي شخص حضورها، وبالنسبة للعسكريين فإن هذه الجنازات تقام للضباط والرتب في الخدمة، أما الضباط المتقاعدين فيتم تشييع كل من شغل وظيفة "وزير الحربية،رئيس أركان القوات المسلحة، قادة الأفرع الرئيسية - الضباط برتبة المشير وفريق أول وفريق"، ولا يتم تشييع جنازة المنتحرين أيا كانت وظيفتهم.
وقال المستشار "هيثم الجندى" الخبير القانونى إن الجنازات العسكرية سميت بهذا الاسم لأنها تتم عن طريق الجهات العسكرية وذلك بطرق صارمة منظمة لتكريم شخصية هامة بالدولة وليس من الضرورى أن تكون هذه الشخصية هى شخصية عسكرية ولكن الأهم أن تكون شخصية مؤثرة أو عالم جليل أو أديب فذ.
وأضاف "الجندى" أن هناك أمثلة كثيرة تدل على أحقية المدنيين فى إقامة الجنازات العسكرية، ومثالا على ذلك النائب السابق هشام بركات أو الشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودى أو الأديب الراحل نجيب محفوظ وغيرهم من المدنيين.
وأكمل "الجندى" أن من الواجب الوطنى أن تقام الجنازات العسكرية لأعلام مصر أمثال أحمد زويل أيضا الذى قدم الكثير والكثير للوطن وللعالم أجمع.