ads

على مر التاريخ.. التعامل بالذهب أكثر ضمانا من النقد

تخيل انك تدخل أحد المتاجر لتشترى أغراضك وتتسوق وبدلا من استعمال الفيزا كارد أو النقود بكافة أنواعها فانك تجد نفسك مطالبا بالدفع بالذهب.

هذا بالفعل ما كان يحدث فى العصور السابقة عندما كان الذهب هو العملة الوحيدة والمتداولة، وفى الوقت الحالى بدأت بعض الشركات فى تقديم خدمات تجعل مدفوعات الناس بالذهب بعضهم لبعض تقيم بالذهب مثل تحويل النقد من حسابى مصرفى، وتجد هذه الشركات سوقا صغيرا وسط ارتفاع اسعار الذهب وتزايد القلق بشأن الاقتصادى الأمريكى، وتصويت البريطانيون لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبى، مثل شركة Gold Money، وشركة E gold.

تتبع شركة جولد مانى نفس أسلوب شركة إى جولد فى جزر الهند الغربية حيث بدأت خدمة الدفع بالذهب منذ عام 1996 م، وهناك عدد آخر من الشركات يقوم بالخدمة نفسها.

يقول جيمس ترك، صاحب شركة جولد مانى، إن الذهب كان العملة المتداولة على مر التاريخ وأن الحكومات والدول قد انساقت وراء أوهامها بإصدار كميات كبيرة من فئات النقد وبالتالى فإنها ضرت من قيمة عملته.

ويشير ترك، أن الذهب استثمار جيد لأن سعره يرتفع فى أوقات المحن الاقتصادية، لكن الرهان قد لا يكون مضمونا فى كل مرة، ففى الماضى كان اقتناء الذهب وسيلة لتقليل الثروة، وفيما بلغت أوقية الذهب الآن قيمة 1360 دولار، بلغت فى 1998م قيمة 274.3 دولا للاوقية، وكانت قد سجلت 834 دولار فى عام 1980 م.

غالبية عملاء شركة جولد مانى، من أصحاب المشاريع الصغيرة الذين يشترون من الخارج بانتظام، ويساورهم القلق بشأن تغيرات سعر العملات، ويتعامل جيف راب، للبرمجيات مع شركة جولد مانى منذ أكثر من 13 عامًا، ويشترى البرمجيات من شركات فى أوروبا وأستراليا، ويرى أن أهم فوائد هذه الطريقة هو تجنب تحصيل الرسوم المصرفية على تحويل العملات، والتى قد تصل إلى آلاف الدولارات فى الصفقات الكبرى، وستظل الهواجس المحاذير قائلة بسبب التغيرات فى أسعار الذهب، ويقول رايت إن أول شيء كان عليه فعله هو ناع مورديه بالقبول بالدفع عن طريق الذهب ثم فتح حسابات إلكترونية مع شركة جولد مانى.

شعر عملاء إنترناشيونال جولد يوليون فى فلوريدا فى مطلع الثمانينات بالصدمة عندما عرفوا أن قضبان الذهب المحفوظة فى مخازن الشركة هى قضبان من الخشب، وفقد آلاف العملاء عشرات الملايين من الدولارات.

ويقول جيمس ترك، إنه طرح أسئلة دائما حول المصداقية والأصالة، ويشير إلى أنه يسجل شركة تخزين الذهب التى تخزن الذهب على موقع إلكترونى، ويسجل الوثائق الأخرى التى تتضمن أصالة الذهب، ويصل عدد عملائها إلى مليون عميل، بلغت مقتنياتهم إلى ما قيمته 1.8 مليار دولار.

تحفظ أموال أصحاب الحسابات على شكل قضبان سبائك ذهبية تزن الواحدة منها 400 أوقية فى مخزن خارج لندن، وفى كل مر يتم فيها تحويل المال يحول العميل جزء من نصيبه من الذهب فى مخزن لندن إل العميل الاخر، ولا تتكلف التحويلات سوى 1.5 دولار، مقابل 20 دولار للتحويل المصرفى إذا كانت القيمة موازاة بالعملة.

وترجع أفكار جيمس ترك، وفلسفته عن طبيعة المال إلى طفولته التى أمضاها فى أوهايو حيث هاجر أبوه النمساوى الجنسية عقب الحرب العالمية الأولى، وقد عانت النمسا بعد الحرب من ارتفاع هائل فى معدل التضخم مما جعل عملتها تصبح بلا قيمة، وكان جيمس ترك، قد عاصر أزمة انهيار بنك هيرشتات فى المانيا عام 1974 م، بسبب صفقات نقد أجنبى غير قانونية، وكانت تلك أكبر كارثة مصرفية فى تاريخ المانيا الغربى، آنذاك، الحقت ضررا بالغا وانهيارات اقتصادية فى أسواق المال فى أنحار العالم.

ويقول ترك، أن خبرة وتجارب أسرته وانهيار بنك هيرشتات، كل ذلك جعله يلاحظ أن العملات الوطنية دائما أقل استقرارا من الأصول المنقولة وهو ما أدى به إلى التفكير فى تداول الذهب بدلا من العملات، وهو كان معمولا به حتى القرن السابع عشر عندما أصدر بنك إنجلترا أول عملة ورقية نقدية كسند مضمون بالذهب أو الفضة، استقر ترك، فى لندن وكان المسؤول عن كتابة التقرير العالمى لبورصة الذهب والأوراق المتداولة فى أسواق المال العالمية منذ العام 1987 م، وكان تقريره بمثابة الضمانة التى يعتمد عليها المضاربون بالذهب لسنوات طويلة، أمضى ترك، فترة من حياته فى الامارات قام خلالها بتنظيم المحفظة الاستثمارى الخاصة بالمعادن الثمينة، لهيئة أبو ظبى للاستثمار.

ثم أطلق ترك شركة جولد مانى عام 1998 م، عندما بدأت تنتشر التجارة الالكترونية عبر الانترنت، وحققت الشركات عائدات تجاوزت مليار دولار خلال الأعوام الماضية.

ويوضح ترك، أن العملات الورقية التى لم تعد مدعومة بالذهب أو أى معادن ثمينة اخرى ليس لها قيمة أكثر من وعد الحكومة بضمانها، ومن ثم عندما تنهار اسعار العملات فسوف يظل الذهب هو السلعة الوحيدة ذات القيمة، ويؤكد ترك، أن الذهب على عكس الدولار لا يعتمد على ضمان الحكومة الإلكترونية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً