لم يحالفهم الحظ في اللقاء بفترة شبابهم ليلتقوا في كهولتهم فمنذ عامين اشتعلت شرارة الحب بين "إنغا" و"تشوسن" على الحدود بين الدنمارك وألمانيا، ولكن الظروف حالت بين أن يبقيا في مدينة واحدة فكلا منهما له عائلة أخرى يجب أن يظل معهم في مدينته ورغم ذلك اعتاد الحبيبان إنغا راسمونسن ( 85 عاماً) و توشسن هانسن (89 عاماً) على رؤية بعضهما يوميا لم يتخلفا يوما عن الموعد، حيث تقود انغا كل يوم سيارتها من بلدتها في الدنمارك، نحو الحدود مع ألمانيا، لتلتقي بحبيبها القادم على الدراجة من بلدته المجاورة على الطرف الآخر من الحدود.
وشاء القدر أن يخيم وباء كورونا على العالم، ورغم أعمارهم الكهلة إلا أنهم اصروا على أن تبقى شعلة الحب "متقدة" فإغلاق الحدود للمرّة الأولى منذ 25 عاماً بين دولة منطقة شنغن، لم تمنعهما من لقاء بعضهما للآخر وإن كان من خلف حاجز حديدي.
فمنذ انتشار الوباء وفقا لتلفزيون دوتشيه فيليه الألماني يذهب العاشقان يوميا وفي نفس الموعد يجلسان خلف الحاجز الحديدي، يتبادلان أطراف الحديث، ملتزمين بالمسافة "الشرعيّة" التي تحول دون انتقال العدوى.
حب يتحدى المستحيل
إنغا التي تقيم في بلدة غالهوس جنوب الدنمارك، و توشسن الموجود في بلدة سودرلوغم شمالي ألمانيا، ويلتقيان عند الحدود في منطقة مولهوس، حيث يران أن العمر لم يعد فيه بقية وأن الفوارق والحدود لن تمنع عشق من اشتعاله، و ارتفاع أعداد الإصابات في ألمانيا إلى أكثر من 63 ألف إصابة، وفي الدنمارك إلى أكثر من 2500.يقول توشسن هانسن، إنّ الظرف حزين، ولكن من الصعب تغييره، ولن يجبرني الوباء من الامتناع عن رؤية حبيبتي، ورغم اعتياده على شرب كحول السنابس الألماني، فإن حبيبته انغا تأتي به إليه كل يوم على الحدود أثناء لقاءهما رغم اعتيادها على شرب القهوة، لأن عليها قيادة السيارة في طريق العودة إلى بلدتها، فهي ترى أن كل الفوارق تزول أمام الحب.
ويخطط الحبيبين لرؤية بعض معالم العالم عقب انتهاء الوباء ، وقد سبق للحبيبين أن ذهبا في رحلات معاً في الماضي،وبالرغم من محنة كورونا، يحاول الاثنان إيجاد طرق مبتكرة لإبقاء شعلة الحبّ مشتعلة.