"أوبك" الطريق إلى الانفراجة أم الانهيار؟

شعار منظمة أوبك
شعار منظمة أوبك
كتب : منى صلاح

لا تزال حرب أسعار النفط التي تشهدها الأسواق العالمية مستمرة، مع عدم وجود أي بوادر لانفراج الأزمة وتوصل طرفي الحرب، السعودية وأوبك من جهة وروسيا من جهة أخرى، لاتفاق حول حجم الإنتاج.

وفي ظل استمرار تراجع جانب الطلب، تخوف باحثين دوللين، من عواقب إغراق الأسواق بكميات أكبر من النفط، خاصة مع تفشي وباء كورونا العالمي واتخاذ العديد من الدول إجراءات احترازية للحد من انتشار العدوى.

توقعت مؤسسة "جولدمان ساكس"، أمس، وصول أسعار برميل النفط إلى سالب في ظل تراجع الطلب واستمرار حرب أسعار النفط، وتعليق رحلات الطيران وإغلاق الحدود ووقف نشاط السياحة وانخفاض إنتاج المصانع، لتنخفض أسعار النفط بنسبة 30% منذ بداية العام الجاري

وأشارت "ساكس"، إحدى أعرق مؤسسات الخدمات المالية والاستثمارية عالميًا، إلى وصول المخازن والمصافي وأنابيب وناقلات النفط إلى أقصى قدرتها الاستيعابية، الأمر الذي لم يحدث منذ 22 عام.

ووفقًا لتقرير صادر عن "بلومبيرج" الأسبوع الماضي، فإنَّ برميل نفط غرب تكساس ومزيج برينت يتداول بأسعار تقرب من 20 دولار للبرميل، فيما هبطت أسعار الأنواع الأخرى من خليط النفط إلى مستويات أقل.

توقع معهد "جي.بي.سي" للطاقة أن يصل عدد براميل النفط "الهائمة دون وجهه"، إلى 6 مليون برميل يوميا، خلال أبريل الجاري، لافتًا إلى تزايد الأعداد لتصل إلى 7 مليون برميل نفط في مطلع مايو المقبل.

من ناحية أخرى، استبعد روبرتو كاتسيلو برانكو، الرئيس التنفيذي لشركة النفط الوطنية البرازيلية، بتروبراس، اليوم الجمعة، تناول المفاوضات الجارية بين زعماء كبرى البلدان المنتجة للنفط لموضوعات متعلقة بتراجع أسعاره وتضخم جانب العرض.

وأكد الرئيس التنفيذي لبتروبراس، خلال اجتماع لشركة "إكس بي" البرازيلية للسمسرة عبر الانترنت، على أنَّ الخلاف بين أعضاء منظمة الأوبك أظهر ضعف تأثيرهم على الأسعار، سواء على المدى المتوسط أو الطويل.

يجدر الإشارة إلى نشوب خلاف بين روسيا والسعودية، كبرى الدول المنتجة للنفط، عندما شرعت الأخيرة في حرب أسعار مع الأولى، ما قاد إلى أنهيار أسعار النفط، ليتراجع سعر برميل النفط الأمريكي بنسبة 34%، مقابل انخفاض أسعار خام برنت بنحو 24%.

كانت منظمة "أوبك" قد أعلنت في مطلع مارس الماضي، عن إتفاق الدول الأعضاء على تخفيض إنتاج النفط بمقدار 1,5 مليون برميل يوميًا، حتى نهاية الربع الثاني من العام الجاري، خلال قمة للمنظمة في فيينا، الأمر الذي قوبل من الجانب الروسي بالرفض، ليصرح وزير الطاقة بها، بأنَّ بلاده تؤكد على حرية الدول في زيادة إنتاجها من النفط بداية من أبريل 2020.

وكرد فعل، أعلنت السعودية، في الثامن من مارس، عزمها على تخفيض أسعار النفط لعملائها، بمقدار يتراح بين 6 إلى 8 دولار للبرميل، ليهوي سعر خام برنت بنحو 30%، على خلفية الإعلان السعودي، ما يعد أكبر انخفاض لسعر البرميل منذ حرب الخليج.

وفي تلك الأثناء، تلقت شركة "أرامكو" توجيهات من وزارة الطاقة السعودية، برفع الطاقة القصوى للإنتاج اليومي، إلى 13 مليون برميل، بدلاً من 12 مليون، يوميًا.

كما انضمت دولة "الإمارات" للجانب السعودي، ليعلن الرئيس التنفيذي لأدنوك، أنَّ الإمارات بصدد تنفيذ خطة توسعية لزيادة إنتاج النفط، ليتجاوز إنتاج الشركة اليومي للنفط 5 مليون برميل قبل نهاية 2020، مقارنة بأكثر من 4 مليون برميل، الإنتاج الحالي.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً