اعلان

بعد اختراقه قلعة "الأورام".. "كورونا" يهدد المنظومة الصحية.. تحقيق بالجامعة وطلب إحاطة بالنواب حول إصابة 17 من أطباء وممرضي المعهد

المعهد القومي للأورام
المعهد القومي للأورام

أثار إعلان إصابة 17 من الفريق الطبي في المعهد القومي للأورام بفيروس كورونا المستجد كوفيد 19، مساء أمس، حالة من الفزع، بسبب ارتفاع عدد حالات الإصابة بين الأطقم الطبية، الأمر الذي يهدد بخلل في المنظومة الصحية، إضافة إلى ربط الإصابات بنقص المستلزمات الطبية والوقائية.

القومي للأورام: وباء عالمي وبيجي للناس كلها

في البداية، كشف الدكتور حاتم أبو القاسم، مدير المعهد القومي للأورام، عن أنه لا يوجد بين المرضى المترددين على المعهد أي إصابات بفيروس كورونا المستجد كوفيد 19، حيث توجد الإصابات فقط في الأطباء والتمريض، وقال: "دة دورهم.. لأنهم بيجوا بانتظام شغلهم وبالتالي في الحركة والشغل والتعامل مع الناس هم عُرضة للإصابة بشكل أكبر"، مشيرًا إلى أن الإصابات هم 3 من الأطباء و12 من التمريض، وتم عزلهم فور العلم بإصابتهم، ولا يوجد أي إصابات أخرى حتى الآن، كما أنه سيتم إغلاق المعهد لمدة 3 أيام لإعادة عمل مسح عينات تحليل لكل العاملين بالمعهد وإرسالها للمعامل المركزية بوزارة الصحة للتأكد من عدم وجود أي إصابات أخرى بينهم، بالإضافة إلى تعقيم المعهد يوميًا وتطهيره بشكل متواصل حتى يتم التأكد من استقرار الأمور.

وعلق مدير المعهد القومي للأورام في تصريحاته لـ"أهل مصر"، على التساؤل بشأن ما إذا كانت إصابات الفريق الطبي بفيروس كورونا ناتجة عن نقص في المستلزمات الطبية الوقائية بالمعهد، قائلاً "لا طبعًا ده افتراء.. هي أمريكا وألمانيا وإيطاليا عندهم نقص في المستلزمات الطبية؟ دة وباء عالمي وبيجي للناس كلها والمشكلة سببها التزاحم، وهناك أفراد لا يتبعون الأسلوب الحضاري في التعامل مع المشكلة وغير قادرين على تقدير حجمها بالأسلوب المناسب فينتج عن ذلك الإصابة"، مناشدًا المواطنين بالالتزام بالإجراءات الوقائية المطلوبة، للحد من الإصابة، وقال: ورغم ذلك كل هذا لا يمنع الفيروس لأنه وباء عالمي ليس في مصر فقط، موضحًا أنه يتم عمل إجراءات كثيرة خلال هذه الفترة بالتعاون مع المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية ووزارة الصحة والسكان وتطبيق الإرشادات الطبية والتأكيد عليها، وقال: سنرى ما يمكن إضافته للحد من كورونا.

جامعة القاهرة تفتح التحقيق في إصابات معهد الأورام

تواصلت "أهل مصر" مع الدكتور محمود علم الدين، المتحدث الرسمي باسم جامعة القاهرة، الذي أوضح أنه تقرر فتح تحقيق حول إصابة 17 شخصا من الأطباء والتمريض بالمعهد القومي للأورام بفيروس كورونا المستجد، للوقوف على أسباب التقصير إن وجدت، ومعاقبة المتسببين، والاطلاع على كافة التفاصيل حول الأزمة، فضلاً عن تعيين فريقين جديدين لمكافحة العدوى والجودة بالمعهد، لتولي إدارة الملف خلال المرحلة المقبلة، في ضوء المتابعة مع اللجنة الفنية التي تم تشكيلها من الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس الجامعة لمراجعة كافة البروتوكولات الطبية المعمول بها في مجالات مكافحة العدوى وضمان السلامة للأطقم الطبية والعاملين والمترددين من المرضى.

وأوضح الدكتور علم الدين، أن المعهد تعامل مع الأزمة من بدايتها، حيث تم إبلاغ المعامل المركزية لوزارة الصحة لإجراء التحاليل للحالات المشتبه بإصابتهم بفيروس كورونا، بالإضافة إلى عزل الحالات التي ثبت إصابتهم والمخالطين لهم فور التأكد من الإصابة، مؤكدًا أنه تقرر وقف العمل بالمعهد القومي للأورام لمدة يوم واحد فقط السبت، وذلك مراعاة لظروف مرضى الأورام، على أن يقتصر استقبال العيادات الخارجية خلال الفترة المقبلة على الحالات العاجلة والطارئة فقط، مشيراً إلى أنه سيتم تعقيم المعهد تعقيما شاملا، على أن يجري بعد ذلك تعقيمه يوميًا وفق المعدلات المعمول بها طبقا لكود وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية، وفي ضوء ما تستلزمه الإجراءات الاحترازية لمواجهة أخطار فيروس كورونا المستجد.

وأوضح علم الدين، أنه فور الانتهاء من التعقيم ستتولى إدارة المعهد توفير كل المستلزمات الضرورية للوقاية من العدوى بفيروس كورونا، وفقا للمعايير والاشتراطات المعمول بها في المستشفيات الجامعية ومستشفيات وزارة الصحة، واتخاذ ما يلزم فورا لعمل فحوصات ومسحات فيروس كورونا المستجد لكل الأطقم الطبية والعاملين والمرضى بالمعهد، واتخاذ ما يلزم طبيا في ضوء نتائج الفحوصات والمسحات المشار إليها، مؤكدًا أن المرضى المحجوزين بالمعهد يتلقون كافة الرعاية الطبية، والأقسام الداخلية والعمليات تعمل بكفاءة عالية وفقا لخطة العمل دون أي مشكلات، وتتخذ معهم كافة الإجراءات الوقائية والاحترازية، كما أن اللجنة المشكلة لتقصي الحقائق بدأت عملها في المراجعة لكافة الإجراءات داخل مستشفيات الجامعة والمعهد القومي للأورام، على أن ترفع تقريراً لرئيس الجامعة يوميا للتأكد من الالتزام بالبرتوكولات الطبية والعقبات أو الصعوبات التي تراها ووسائل التعامل معها من خلال توصيات واضحة.

طلبات إحاطة للنواب عن إصابات معهد الأورام بكورونا

من جانبها، تقدمت النائبة أنيسة حسونة، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة إلي الدكتور علي عبد العال، موجه لكل من رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي ووزيري الصحة، والتعليم العالي، بشأن ظهور حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد "كوفيد -19" بمعهد الأورام وإمكانية تحوله لبؤرة لانتشار الفيروس في مصر، مطالبة بالتحقيق مع المسئولين عن المعهد ومحاسبتهم، لافتة إلى أن معهد الأورام خلال الساعات القليلة الماضية شهد ظهور إصابات بين الأطباء والتمريض بفيروس كورونا المستجد، حيث أعلنت نقابة الأطباء في بيان رسمي تحويل عدد 10 من طاقم الأطباء والتمريض لمستشفى العزل بعد تأكيد إصابتهم بفيروس كورونا ليعلن لاحقاً ارتفاعهم إلى 17 حالة، مشيرة إلى أن المشكلة الكبرى أن المعهد لم يتحرك لمواجهة هذا الأمر، بل جاء من خلال نقابة الأطباء التي تلقت البلاغ من أحد زملاء الأطباء المصابين في غيبة تماما لإدارة المستشفى أو وزارة الصحة.

ولفتت أنيسة حسونة في طلبها، إلى أن المعهد به 600 ممرض و750 طبيبا ولا بد من إجراء تحليل كامل لهم وأيضا المواطنين الذين تم الكشف عليهم خلال تلك الفترة، للتأكد من خلوهم من الإصابة بالمرض، وإلا سوف يكون المعهد بؤرة لتفشي الفيروس بأرقام ضخمة، مطالبة بمحاسبة المسئولين عن المستشفى جراء التقصير في التعامل مع الأمر من البداية وعدم إعلانه حتى يتم التعامل من قبل وزارة الصحة مع الأمر، وفتح تحقيق عاجل وحاسم في القضية وإحالة المسئولين عنها والمقصرين فيها للتحقيق والمحاسبة العاجلة، واتخاذ إجراءات للكشف عن باقي الأطقم الطبية والمترددين على المعهد خلال الفترة الماضية.

كما طالبت الدكتورة هالة مستكلي، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، بتشكيل لجنة من البرلمان لتقصى الحقائق حول إصابات المعهد القومي للأورام، موضحة أن واقعة إصابة 17 شخصا من الأطباء والتمريض بالمعهد القومي للأورام بفيروس كورونا المستجد من الأمور المؤسفة خاصة أن الأطباء والتمريض هم أول الجنود فى مواجهة فيروس كورونا وبالتالى أبسط حقوقهم هو توفير إجراءات الحماية والوقاية لهم من المرض.

نقابة الأطباء تطالب بتوفير المستلزمات الوقائية وتخفيف الزحام على المستشفيات

نقابة الأطباء، أعلنت أنها ببالغ الأسف صدمة إصابة عدد كبير من الأطباء وأعضاء الفريق الطبي من العاملين بمعهد الأورام بفيروس كورونا ليضافوا لمن تم إصابتهم بالعدوى سابقا، مؤكدة على أن الفريق الطبي الذى يتصدر الصفوف في مكافحة الفيروس القاتل هو الأولى بالحماية، ليستطيع استكمال مهمته في التصدي للمرض بدلا من أن يتحول هو نفسه لمصدر للعدوى وتفشى الوباء.

وأكدت نقابة الأطباء على جميع متخذي القرار بضرورة مراعاة الآتى:

1- توفير جميع مستلزمات الوقاية للفرق الطبية بجميع المنشآت الطبية على مستوى الجمهورية، والتشديد على عدم السماح بالعمل دون إستخدامها لحماية الفريق الطبى، مع متابعة تطبيق ذلك بصورة دقيقة حتى لا يقوم بعض المديرين بمنعها عن الأطباء بحجة عدم استهلاكها.

2- تخفيف الزحام بالمستشفيات عن طريق إيقاف العمل بالحالات والتدخلات الطبية غير العاجلة التى يمكن تأجيلها.

3- ضرورة وضع بروتوكول عاجل لفحص وإجراء التحاليل لأعضاء الفريق الطبى الذين يتعاملون مع الحالات المشتبه بإصابتها، دون إنتظار ظهور أعراض مرضية عليهم.

4- تخصيص مستشفى بكل محافظة أو قسم بكل مستشفى لعزل وفحص أعضاء الفريق الطبى المشتبه بإصابتهم لحين ظهور نتائج الفحوص والتحاليل فى أسرع وقت ممكن.

وأعلنت وزارة الصحة أن إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى أمس الجمعة، هو 985 حالة من ضمنهم 216 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفى العزل، و 66 حالة وفاة.

وتواصل وزارة الصحة والسكان رفع استعداداتها بجميع المحافظات، ومتابعة الموقف أولاً بأول بشأن فيروس "كورونا المستجد"، واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية اللازمة ضد أي فيروسات أو أمراض معدية، كما تم تخصيص الخط الساخن "105"، و"15335" لتلقي استفسارات المواطنين بشأن فيروس كورونا المستجد والأمراض المعدية.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً