مرت منذ أيام ذكرى الأديب المصري الراحل أحمد خالد توفيق الذي تنبأ قبل موته بأن مرضا خطيرا سوف يصيب سكان كوكب الأرض ويقضي على الملايين منهم وأن مصدر هذا المرض هو فيروس ينطلق من الصين أو هونج كونج، جاءت هذه النبوءة لأحمد خالد توفيق في العدد الأربعين من سلسلة سافاري بعنوان "عن الطيور نحكي"، يتحدث العراب عن مرض غامض يصيب صديق البطل التونسي، وتشير الأدلة لارتباط المرض بالدجاج، لينتقل لنا ويقدم جرعة مكثفة عن فيروسات إنفلونزا الطيور وإنفلونوا الخنازير. ويكتب العراب في نهاية القصة أن "الوباء الحقيقي المرعب قادم لا شك فيه.. سيبدأ من مكان ما في الصين أو (هونغ كونغ).. ساعتها لن يكون لنا أمل إلا في رحمة الله، ثم البيولوجيا الجزيئية وسرعة تركيب اللقاح"، وهو الموقف الذي يواجهه العالم اليوم، وينتظر الملايين حول العالم جهود العلماء لإنقاذ البشرية.
ويحكي العراب أن فيروسات الطيور تصيب الخنازير، لتتطور وتكتسب قدرات أخطر، حيث تختلط صفات فيروسي الدجاجة والخنزير، ليصنعا فيروسا جديدا ممتازا ينتقل من الخنزير إلى الإنسان. وتنبأ العراب أن المكان المتوقع ليبدأ مثل هذا الوباء هو الصين، فيقول "أين يجتمع الخنزير والدجاجة؟ طبعا عند كل فلاح صيني، كل فلاح صيني يخفي في حظيرته مختبرا خطيرا للتجارب البيولوجية، وفي هذه الحظيرة تنشأ أنواع فيروسات فريدة لم نسمع عنها من قبل، ولهذا لا نسمع عن أوبئة الإنفلونزا المريعة إلا من جنوب شرق آسيا حتى صار للفظة (إنفلونزا آسيوية) رنين يذكرنا بلفظة طاعون".
ويؤكد العراب أن الكابوس الذي يطارد علماء الفيروسات أن يعود وباء الإنفلونزا الإسبانية الذي فتك بثلاثين مليونا من البشر عام 1918، أي أكثر من ضحايا الحرب العالمية الأولى، وعمليا لم ينج إنسان على ظهر الكرة الأرضية من الإصابة به سواء كانت شديدة أو خفيفة، قاتلة أو غير قاتلة. وتحكي القصة عن صعوبة تكوين لقاح لفيروسات الإنفلونزا، لكن علماء البيولوجيا الجزيئية يبحثون عن الجزء الثابت في تركيب الفيروس ليصنعوا له لقاحا.