في الوقت الذي تعج فيه وسائل الإعلام الغربية والعربية بأخبار اصابات فيروس كورونا والوفيات التي يحصدها الوباء بالآلاف، هناك أيضا أمثلة لم تأخذ فرصتها للظهور الإعلامي هم المتعافون من الفيروس القاتل ورغم احتياج العالم لسماع تلك القصص إلا أن الكثير من وسائل الإعلام الغربية يتجاهلها، في هذا التقرير ثلاثة أبطال تحدوا الموت والمرض والخوف وهزموا الوباء العالمي كورونا.
توقفت الحياة لمدة ساعتين
قبل عدة أسابيع شعر ستيوارت بويل العجوز البريطاني الذي يبلغ ٦٤ عاما أثناء اجتماعه مع فرقته الموسيقية بألم شديد في رئتيه، وشعر حينها بأنه تعرض لهجوم فيروس كورونا، ولكن الأمر في البداية كان أشبه بالانفلونزا فلم يعتريه الأمر كثيرا ولم يتوجه للكشف.وبعد ١٠ ايام بدأ "ستيورات" بعدم استطاعته صعود السلم في منزله أو تأدية فروضه المنزلية المعتادة وشعب باعياء شديد حينها اتصل برقم الطوارئ في بريطانيا وتم نقله للمستشفي.
يقول "ستيورات" في حديثه مع البي بي سي:" في بداية الأمر ستشعر أنك داخل فيلم وستتمنى أن يكون كابوسا تفيق منه، عندما نقلت إلى المنطقة الحمراء وأجريت لي العديد من الاختبارات شعرت أنني على مشارف الموت، فرائحة الموت في كل مكان بهذه المنطقة، مرت ساعتان وانا على جهاز الأكسجين وانا أصابع الفيروس اللعين في معركة داخل رئتي، حتى بدأت أشعر بالراحة من الأكسجين الإضافي الذي وضع في رئتي".
ستيوارت
وأضاف ستيوارت قررت هزيمة الفيروس وتذكرت ابنتي وحفيدتي فأكتسبت قوة كبيرة ومع زيادة الأكسجين في رئتي، ذُهل موظفو هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا، كيف لعجوز مثلي أن يصارع المرض هكذا، وبعد ٥ ايام فقط غادرت المستشفي بعد شفائي والآن أخضع للعزل الذاتي مع شرب الكثير من المياه لمساعدة حنجرتي ورئتي، وعقب خروجي مباشرة ارسلت لي فرقتي الموسيقية أغنية خاصة كهدية شفائي عبر برنامج زووم.
كافحت من أجل طفلي
في شهر مارس الماضي شعرت "كارين مانرين" بسعال مزمن وحمى شديدة وكانت في الشهر السادس من حملها بطفلها الرابع، حينها اسرع زوجها بها الي المستشفي وتم تشخيص الحالة إصابة بفيروس كورونا، حينها شعرت "كارين" البالغة ٣٩ عاما بالخوف على صغيرها الذي لم تنجبه بعد.ظلت كارين في المستشفي لمدة ١٠ ايام تحت أنبوب الأكسجين والأدوية المقوية للمناعة، وكان الطبيب المختص يتابع حالة الجنين يومياً، وفي اليوم التاسع فقدت "كارين" السيطرة على الوضع و كادت أن تفقد جنينها بعد زيادة حرارة جسدها بشكل كبير عن الأيام الماضية وظلت هكذا يومين حتي جاء اليوم الـ١١ وشعرت "كارين" أن عليها البقاء من أجل هذا الطفل فكافحت وصارعت الفيروس وفكرت في الإيجابيات فقط ولم تستسلم، وظلت تصارع أسبوعا أخر داخل غرفة العزل في المستشفي.
كارين
وتقول "كارين" كان الأمر في هذا الأسبوع مؤلم جسديا ونفسيا كنت اتألم من الحرارة ووجع رئتي ، وكنت أشعر بوحدة شديدة ومخاوف على طفلي، وكنت أظل في السرير بالايام لم اتمكن حتى من الذهاب إلى الحمام، واذا أرادوا تغيير ملاءات السرير، كان عليهم أن يقلبوني على الجهة الأخرى.
وتابعت قائلة "كنت عندما احد صعوبة في التنفس، كنت أضغط على الزر طلبا للمساعدة، وكان علي أن أنتظر حتى يرتدوا معداتهم الواقية قبل أن يأتوا إلي. كنت دائما أتحدث عبر الهاتف مع عائلتي للحفاظ على هدوئي، كنت خائفة من احتمال موتي وقالت عائلتي إنها استعدت للأسوأ، لكني كافحت من أجل طفلي، وبعد كل ما مررت به لن انسى ابدا الهواء النقى عندما خرجت من المستشفي، كان النسيم رائعا، لقد صرت فجأة أقدِّر أبسط الأشياء".
كنت أريد من يساعدني
يعتقد بعض الشباب أنهم محصنون من فيروس كورونا القاتل أليكم قصتي، تقول جيسي كلارك المريضة بالكلى والبالغة من العمر ٢٦ عاما، لقد أولت إحدى كليتاي منذ ٥ سنوات وكنت أعلم أن إصابتي بفيروس كورونا ستكون كارثة، وفي يوم ذهبت إلى إحدى صالونات التجميل ولم ارتدى قناع الوجه أو غيره كنت ككثير من الشباب أرى أن معظم المصابون بالفيروس كبار السن، وبعد أربعة أيام على تواجدي في صالون التجميل شعرت بضيق تنفس وصعوبة في المشي وألم في معدتي وظهري، حينها هاتفت خطيبي الذي سارع بي إلى أحد المستشفيات هناك علمت أنني قد أصبت بفيروس كورونا، كنت خائفة من العزلة بمفردي وصراع ذلك المرض دون احبائي.جيسي
وقالت "جيسي": "بعد فصلى عن خطيبي اعطوني قناعا اخضر به قليل من الأسلاك حول الأنف لإبقاءه مستقيما، نقلت إلى وحدة يبدو أن لمرضى فيروس كورونا، تم تطبيق التباعد الاجتماعي، ولهذا كانت هناك جدران لعزل أجنحة المرضى وكان ثمة سرير في كل جناح، وبدأوا في ضخ الأكسجين في رئتي وإعطائه المسكنات".
وتقول جيسي بعد خمسة أيام من مغادرة المستشفى، لا ازال اعاني أثناء المشي وانام لما يصل 18 ساعة في اليوم، وأحيانا اعاني من نوبات السعال لكنها تتنفس بشكل أسهل.