خلال أزمة كورونا ، حاول الكثيرون مد يد العون داخل مجتمعاتهم سواء بالتوعية أو بحملات التطهير والتعقيم، ومن بين هؤلاء طالبة من محافظة قنا، كانت تقضي نهارها فى الشارع لمخاطبة ربات المنازل وتوعيتهن ضد الوباء، حفاظًا عليهن من الإصابة، دون انضمامها إلى جهة أو حزب أو مبادرة، وكل ذلك على نفقتها الخاصة لتقديم واجبها ناحية بلدتها.
سمر ابنة قنا أثناء توعية المواطنين في قوص
تقول سمر أحمداني، طالبة بجامعة جنوب الوادي، إنها تقيم في مركز قوص، جنوب محافظة قنا، وقررت أن يكون لها دور في مكافحة فيروس كورونا قبل ظهوره في المحافظة، ولكن لم يكن لديها طريقة محددة في تقديم المساعدة، خاصة أنها لا تعمل داخل المستشفيات ولا يوجد تطوع بها لأنها لا تجيد الإسعافات الأولية، فقررت الحصول على دورة تدريبية في قصر ثقافة قوص لمدة 3 أيام، للتعرف على الفيروس وطرق التوعية.
سمر ابنة قنا أثناء توعية المواطنين في قوص
وأضافت أحمداني، أنه عقب انتهاء الدورة التدريبية تم تعليق العمل في الجهات الحكومية، فبدأ دورها مباشرة، من خلال كتابة ملف على برنامج "word" عن تعريف عن الفيروس وطرق مكافحته والتوعية منه، وكيفية استخدام الكمامة والجوانتي بطريقة صحيحة، ثم طباعتها 1000 نسخة، وقامت بشراء البلاستيك اللاصق، وشمع، كأدوات سوف تستخدمها في توزيع الورق على المواطنين، كل ذلك على نفقتها الخاصة.
سمر ابنة قنا أثناء توعية المواطنين في قوص
وتابعت سمر أنها لم تنضم لأي مبادرة أو حزب، لأن معظم الأحزاب والمبادرات أعمالها قائمة على عمليات التطهير والتعقيم في الشوارع، بينما كانت فكرتها مختلفة بأن هذه الإجراءات لا تستمر بدون وجود توعية المواطنين داخل المنازل لأنها الأساس، لذلك اتخذت فكرت وقامت بتنفيذها منذ شهر مضى حتى الآن، دون الخوف من الإصابة عند نزولها بإستمرار في الشارع.
سمر ابنة قنا أثناء توعية المواطنين في قوص
كانت سمر تخرج من منزلها الساعة التاسعة صباحًا حتى الثالثة عصرًا، بدأت بتوعية السيدات في المنازل بطرق استخدام الكمامة والجوانتي وكيفية التعقيم ومتى، ثم اتجهت إلى لصق المطبوعات على عمدان الإنارة، ومنها إلى وسائل المواصلات، لم يكن ذلك في شارع واحد أو قرية واحدة بل في قرى مركز قوص، وقامت الوحدة المحلية بتقديم الشكر لها ومساعدتها بطباعة 500 ورقة لمساعدتها في تنفيذ فكرتها.
وأوضحت سمر أنه بعد ظهور مصابين في قنا، حاول أهلها منعها عن الخروج ولكن أقنعتهم بأنها تستخدم الإجراءات الوقائية أثناء خروجها أو عند التعامل مع الآخرين ورفضت البقاء في المنزل لإستكمال فكرتها بتوعية المواطنين ضد فيروس كورونا.