تتعالى الصرخات والاستغاثات من جانب المواطنين والأهالى بكافة المراكز السبع بمحافظة بني سويف، المنددة لعدم وجود إجراءات وقائية جيدة للحد من إنتشار فيروس كورونا، عقب إصابة العشرات من أبناء المحافظة بأعراض فيروس كورونا، فى فترة زمنية قصيرة، مما جعل أصابع الاتهام تتجه إلى عدم وجود خطوات جادة وحقيقية من إدارة الطب الوقائى بمديرية الصحة، للسيطرة على الإصابات.
ورصدت "أهل مصر"، شكاوى أهالي بني سويف بشأن فيروس كورونا المستجد.
قال محمد إبراهيم، 44 عاما، أحد الأهالى والمقيمين ببني سويف، إن البداية الحقيقية لإنتشار فيروس كورونا بالمحافظة يرجع إلى عدم وجود إجراءات وقائية أثناء القيام بدفن أحد الأهالى والمقيمين بقرية " شريف باشا " إثر الإشتباه بوفاته بأعراض فيروس كورونا، والسماح لأهله بالقيام بعملية الدفن بشكل طبيعى. دون وجود إجراءات وقائية واحترازية للحد من إمكانية انتقال العدوى لباقى أهالى القرية، وأبنائه أثناء عملية الدفن.
وأشار عبدالله سعد، أحد الأهالى، إلى أن إدارة الطب الوقائى ساعدت على عدم تقديم الخدمات الصحية، والإجراءات الوقائية والإحترازية والتدابير اللازمة التى كان من المفترض تفعيلها للحد من إنتشار فيروس كورونا وخاصة في قريتى بنى عفان ودوموشيا، عقب ظهور بعض الإصابات بأعراض فيروس كورونا لبعض الأهالى بهما، مشيرا إلى أن مديرية الصحة قامت بعملية التعقيم والتطهير والرش بالقرية عقب إصابة العشرات بالقرى، وبعد فوات الأوان.
وأضاف محمد جمال، أحد الأهالى، أن محافظة بني سويف أصبحت من أكثر المحافظات المصرية تهديدا لإنتشار فيروس كورونا، وإصابة العشرات والعشرات من الأهالى، لعدم وجود الإجراءات الوقائية والتدابير الجيدة لحماية الآهالى، مما ساعد على أنتشار الفيروس وإصابة العديد من المواطنين
فيما طالب على بدر، عضو مجلس النواب بدائرة مركزومدينة إهناسيا غرب بنى سويف، بضرورة الإلتزام بالتعليمات التى أصدرتها وزارة الصحة بشأن نقل الموتى جراء الإصابة بفيروس كورونا، لافتا إلى أن هناك حالة وفاة فى قرية شريف باشا بالمحافظة تم نقل الجثمان بصورة تفتقد للإجراءات الوقائية، سواء فى عملية الغُسل والتكفين وسرادق العزاء، ونتيجة لهذا الاختلاط تم اكتشاف حالتين فى القرية.
وأوضح " بدر" أن عدم إتباع الإجراءات المنصوص عليها من قبل وزارة الصحة بشأن عملية نقل الموتى بالطرق الوقائية السليمة قد يكون سببا فى تفشى الفيروس فى بعض القرى، خاصة وأن هناك بعض العادات والتقاليد على تغلب على هذا الأمر، ولهذا لابد من نشر الوعى والثقافة اللازمة فى هذا الأمر الذى لا يقل أهمية عن الإجراءات الوقائية للتعامل مع المواطنين على قيد الحياة.
وطالب خلال بيان له ، المحافظين بتنفيذ التعليمات وترجمة التوجيهات التى تتخذها الوزارات المختلفة فى صورة قرارات على أرض الواقع، مقترحا تشكيل غرفة عمليات فى كل محافظة تكون خاصة بمرضى ووفيات كورونا، ونقلهم من وإلى الأماكن المختلفة، على أن تكون الغرفة هى المعنية فقط دون غيرها بعمليات دفن الموتى، وذلك من خلال اتباع الإجراءات الوقائية المنصوص عليها من قبل وزارة الصحة والسكان.
وفى ردا على بيان نائب مركز ومدينة إهناسيا، أعلنت مديرية الصحة ببني سويف، برئاسة الدكتور محمد يوسف عبدالخالق، وكيل وزارة الصحة بالمحافظة،فى بيان لها،وفى أول توضيح رسمي لها، عن حالة أول متوفي بالمحافظة، متأثرًا بإصابته بفيروس كورونا المستجد، مؤكدة أن المتوفي كان يبلغ من العمر 82 عامًا، وأحضرته سيارة الإسعاف رقم 2181 إلى مستشفى ناصر العام، يوم السبت الموافق 21 مارس الماضي، في حالة صحية سيئة جدًا، بعد التنسيق المُسبق مع مديرية الصحة، لسرعة إسعافه.
وأضافت أنه تم إجراء الإسعافات الأولية اللأزمة للمريض المُسن، وأُخذت منه المسحات والعينات اللأزمة، لفحص مدى إصابته بفيروس كورونا وحدث توقف مفاجئ لعضلة القلب، مع عدم الإستجابة لإجراءات إنعاش القلب الرئوي، ما أدى لوفاته، وتم إيداع الجثة بمشرحة المستشفى، وإخطار الأجهزة الأمنية وتحرير تقرير طبي مبدئي بالواقعة برقم 553 وتم النص فيه على إيداع الجثة بالمشرحة لحين ظهور نتائج التحاليل الخاصة بالمسحات لتبين أصابته بفيروس كورونا.
وأشارت إلى أن نتيجة المسحات أثبتت " إيجابية " إصابة المتوفي بفيروس كورونا، وتحرر تقرير طبي نهائي بذلك رقمه 134 بتاريخ الأحد 22 مارس، وتم إخطار الأجهزة الأمنية، وكذلك تغسيل وتكفين جثة المتوفي، طبقًا للتعليمات والاجراءات المنصوص عليها بمنشور الطب الوقائي ومكافحة العدوى بالمديرية، بإشراف مباشر من مدير المستشفى وبحضور مدير إدارتي الطب العلاجى الطوارئ بالمديري.
وأكدت أنه بعد أن تم الإنتهاء من الغُسل والتكفين، تم إيداع الجثة بالصندوق الخشبي، وإخطار مأمور مركز شرطة ناصر ورئيس وحدة المباحث المركز، بإنتهاء اجراءات الغُسل والتكفين، وتم تخصيص قوة أمنية لمرافقة السيارة المخصصة لنقل جثة المتوفي، وهذه المرحلة التي ينتهي عندها دور مديرية الصحة طبقًا لبروتوكول الإدارة العامة لمكافحة العدوى لدفن جثث المتوفين إثر الإصابة بفيروس كورونا المستجد.
وفى سياق متصل قال الدكتور محمد يوسف عبدالخالق، وكيل وزارة الصحة ببنى سويف، إنه تم إتخاذ بعض الإجراءات الوقائية والإحترازية للوقاية من إنتشار فيروس كورونا بقرى المحافظة وخاصة قريتى " بنى عفان و دوموشيا" والخاصة بعملية الإطمئنان الصحى، لوقاية المواطنين من الفيروس.
وأضاف " يوسف " أنه تم تطهير بعض القرى بمركز بني سويف، التى تم إثبات أكثر من 9 حالات إيجابية لبعض المصابين بفيروس كورونا خلال الأيام القليلة الماضية، من خلال إجراءا بعض التعقيمات والتطهير الصحى للمواطنين والمناطق المصابة بظهور أعراض فيروس كورونا بها، مشيرا إلى قيام إدارة مكافحة الآمراض المتوطنة بالمديرية بتطهير بعض القرى" قرية شريف باشا، ورياض باشا، وإهناسيا الخضرا بمركز بني سويف" بالإضافه إلى قرية "طلا " بالفشن، كما تم تطهير عدد من المستشفيات كمستشفي الصدر والحميات والرمد ومركز طبى الغمراوى وشرق النيل ومكاتب الصحه ورعايه طفل المرماح.
وأشار إلى أنه تنفيذ الإجراءات الوقائية والإحترازية لمواجهه فيروس كورونا،حيث تم المرور علي مستشفي الفشن المركزي من قبل فريق مكافحة العدوى حيث تم تدريب قسم الغسيل الكلوي السلبي والإيجابي علي كيفية التعامل مع الحالات المشتبه بإصابتها بفيروس كورونا، وتم المرور علي قسم الإستقبال لمتابعة فرز المرضي وتطبيق تعريف الحالة، وتم تدريب الفريق الطبي علي تعريف الحالة الخاص بفيروس كورونا المستجد طبقا لأخر تحديث به.
وأكد أنه تم المرور علي وحدتي" شنرا والفنت" الصحيتين بمركز الفشن، وتم تدريب الطاقم الطبي والرائدات الريفيات و العاملين بتلك الوحدات علي الإحتياطات القياسية، وتم عقد ندوة توعوية عن فيروس كورونا وكيفية الوقاية منة.