واقعة مأساوية تنفطر لها قلوب الأسوياء من أصحاب الفطرة السليمة، شهدتها منطقة أبو النمرس بالجيزة، كانت ضحيتها طفلة تبلغ من العمر ١٥عامًا، حيث انفرد بها والدها المتجرد من إنسانيته، وأقام عليها حفلة تعذيب تركت آثارها على الفتاة المسكينة تشويها وتقطيعا وحرقا.
آية ضحية التعذيب
ضحية منذ البداية
"آية"، صاحبة الخمسة عشر عاما، لم ترتكب ذنبا أو إثما لتدفع كل هذا الثمن الباهظ، بل كانت هي الضحية منذ بداية المأساة وحتى نهايتها، إذا قدر أن تكون لها نهاية، فهي ابتداء، ضحية أسرة تفككت بانفصال والديها، وهو أمر لم يكن لها يد فيه، ثم هي ثانيا ضحية أب لم يتحمل فكرة أن تنفصل عنه زوجته، وترفض العودة إليه لاستئناف حياتهما الزوجية، ثم زواجها من رجل آخر، ليكون قدر الفتاة أن تعيش في كنف رجل غير أبيها، ثم هي ثالثا ضحية شهوة الانتقام المجنونة التي تملكت الأب، بعد زواج مطلقته من آخر، إذ قام الأب بتعذيب ابنته لتفريغ طاقة الغضب التي بداخله تجاه مطلقته.
الطفلة آية ضحية التعذيب
حفلة تعذيب وانتقام
داخل غرفة خاصة كأنها كهف الشيطان، انفرد الأب بابنته ليذيقها شتى أنواع التعذيب بالضرب المبرح تارة، وبتقطيع وجهها بآلة حادة تارة أخرى، وكأن ذلك لم يشف غليله فقام بإلقاء "مية نار" على جسد فتاته المنهك ليزيدها ألما فوق الألم، كل ذلك وهي موثوقة اليدين والقدمين والفم، في مشهد يعجز عتاة صناعة أفلام الرعب عن إخراجه.آية ضحية التعذيبالفرار من وكر الشيطان
انتهت حفلة التعذيب، لكن القدر أراد أن يحتفظ للفتاة ببعض الأنفاس وببقية من عمر، وبعد مرور كثير من الوقت، استطاعت لملمة جراحها، وقررت الهرب والنجاة مهما كلفها الأمر، فلن تدفع ثمنا أكثر مما دفعت، و في تلك اللحظة، شاءت الأقدار أن تتعاطف معها، فمكنتها من الفرار من وكر الشيطان، لتجد نفسها أمام مركز شرطة أبو النمرس، وهناك روت مأساتها متعددة الفصول والحكايات.
آية ضحية التعذيب
البداية كانت بتلقي مديرية أمن الجيزة، إخطارا من المقدم محمد داود، رئيس مباحث مركز شرطة أبو النمرس، بتلقيه بلاغا من الطفلة "آية.ع.ف- 15 عاما " تتهم والدها "ع.ف.م"، بتعذيبها وتمزيق وجهها وحرقها بمياه نار.
أقوال الأم
استمعت النيابة لأقوال والدة الطفلة، حيث قالت إنها انفصلت عن والد "آية" منذ عدة أشهر، وتزوجت من آخر، وأنها اصطحبت اولادها للإقامة معها، لكن طليقها قام برفع دعوى لإسقاط الحضانة عنها، وقام باستلام "آية" عن طريق قسم الشرطة، مشيرة إلى أنه طلب منها الانفصال عن زوجها الثاني والعودة له مرة أخرى، لكنها رفضت فقام بالانتقام منها عن طريق تعذيب ابنتهما.
ودلت التحريات على صحة الواقعة، وتبين أن آية مصابة بعدة جروح قطعية وحروق بالوجه، وتحرر محضرا برقم 4181 لسنة 2020، وأخطرت النيابة العامة لتولي التحقيق.