الدعم واجب على رجال الأعمال، كلمة لا يلتفت لها إلا من يعاني منها، فالوضع الاقتصادي يتدهور يومًا بعد الأخر، والقطاعات المختلفة يتراجع أدائها، وخسائر بالجملة، وعمالة أصبحت على وشك التسريح، كل ذلك بفعل كورونا، إلا أن هذا لم يمنع الهجوم عليه خلال الأيام الماضية عبر عدد من وسائل الإعلام المختلفة.
وخرج رجل الأعمال نجيب ساويرس ليهدد بالإنتحار، فيما طالب حسين صبور صاحب شركة الأهلي صبور العقارية بالعودة للعمل لتجنب الخسائر المادية الحالية، فيما تأسف رؤوف غبور، صاحب أكبر توكيلات السيارات في مصر عن عدم تبرعه خلال المرحلة الحالية.
وهو ما فسره عدد من الخبراء والمتابعين للشأن الاقتصادي، بأنه أمر صحي، لما يواجه المجتمع من ظرف طارئ يؤثر على الطاقة الإنتاجية.
وقال حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، إن قرار وقف سير سيارات النقل لا يشمل نقل المحاصيل الزراعية، مشيرًا إلي أن حركة الزراعة مستمرة ولم تتأثر بقرار حظر التجوال، مطالبًا أكمنة المرور بعدم فرض غرامة على سائقى عربات نقل المحاصيل الزراعية أثناء عودتهم فارغين من الأسواق أو إعطائهم إيصالاً يثبت لرجال المرور أنهم كانوا بالأسواق لنقل المحاصيل.
أما عن القطاع السياحى فقال على حسن المبشر، عضو تنشيط السياحة وعضو الغرف التجارية، أن القطاع السياحى بالفعل يحتاج لدعم الحكومة المصرية وأنه قطاع يدر العديد من المنافع للدولة المصرية وسقوطه خسارة كبيرة، مطالبًا بتطبيق الإعفاء الضريبي على شركات السياحة والفنادق والبازارات خلال العام الجاري، وكذلك تأجيل أقساط القطاع لمدة عام دون أي فوائد، ويتم تقسيطها بعد ذلك على ٥ سنوات، كما طالب الحكومة بإعفاء القطاع السياحى من التأمينات وكافة الرسوم الحكومية، حتى يستطيع أصحاب شركات السياحة دفع أجور العاملين بها، وحتى لا ينضموا تحت بند العمالة غير المنتظمة.
وقال رشاد عبده، الخبير الاقتصادى، إن رجال الأعمال لا يفرضون أنفسهم على وسائل الإعلام، وهو ما دفعهم إليه باعتبارهم نجوم المجتمع فى ظل هذة الفترة الحرجة بسبب التأثيرات السلبية الناجمة على الاقتصاد المصرى جراء فيروس كورونا، حيث أن بعض الشركات بدأت فى التخلى عن العمالة، وبعضها قام بتخفيض رواتب للعاملين بشكل كبير، مؤكدًا أن دور وسائل الإعلام المختلفة فى هذة الفترة أن تلجأ إلى رجال الأعمال لمعرفة دورهم التنموى فى مساندة الدولة المصرية، ومعرفة هل سيؤدى فيروس كورونا إلى غلق المصانع والتخلى عن العماله؟ أم لا، حيث أن كل هذه الأسئلة تدور بذهن المواطن المصري وبالتالي طمأنتهم.
وأوضح أن هناك وجهتين نظر الأولى هى أن حياة الإنسان أهم من أى خسائر اقتصادية، ولابد من رعاية صحة المواطن حتى لو استمر بالمنزل، أما الثانية هى إذا استمر الموطنين بالبقاء داخل منازلهم من أين سيتم توفير الطعام والشراب، وكيف سنحصل على الإنتاج خاصة أن المصادر الرئيسية للعملة الأجنبية هي السياحة و التصدير وتحويلات المصريين بالخارج وقناة السويس"، والتي تأترث كثيرًا بفعل فيروس كورونا، مؤكدًا أن مصر توفر نحو٧٠٪ من الطعام والشراب والآلات عبر الاستيراد من الخارج، مؤكدًا على ضرورة توفير البدائل لحل الأزمة، خاصة إذا ما توقف العالم عن الإنتاج، مشيرًا إلي خطورة الوضع خاصة وأن مصر تعد من أكبر الدول المستوردة للقمح، فماذا سيحدث إذا لم نجد رغيف الخبز هل سنأكل بعضنا البعض؟، مؤكدًا على أنه ليس من أنصار البقاء فى المنازل وليس من أنصار النزول والموت، ولكنه من أنصار الصيغة الوسطية، وهى "أشتغل وأعيش"، من خلال وضع ضوابط صحية وتوفير أجهزة طبية على أعلى مستوى تعطى ضمانات بعدم العدوى من خلال توفير أجهزة القياس السريع للدرجات الحرارة وقياس درجات الحرارة للعاملين يوميَا، بجانب تواجد أطباء بالمصانع لرعايتهم والكشف الدورى يوميًا، وتوفير أماكن إقامة للعاملين داخل المصانع حتى يتم تقليل التنقل والتعرض للفيروس